كتاب الجوع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

39 - قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْكِنْدِيُّ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صُبَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: تَقُولُ الْحَوْرَاءُ لِوَلِيِّ اللَّهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ مَعَهَا عَلَى نَهَرِ الْعَسَلِ تُعَاطِيهِ الْكَأْسَ: يَا نِعْمَ عِيشَةً؛ أَتَدْرِي يَا حَبِيبَ اللهِ مَتَى زَوَّجْنِيكَ مَوْلاَيَ؟ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، فَتَقُولُ: نَظَرَ إِلَيْكَ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ بَعِيدِ الطَّرَفَيْنِ، وَأَنْتَ فِي ظَمَأٍ هَاجِرَةٍ مِنْ جَهْدِ الْعَطَشِ، فَبَاهَى بِكَ الْمَلاَئِكَةَ، وَقَالَ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، تَرَكَ زَوْجَتَهُ، وَشَهْوَتَهُ, وَلَذَّتَهُ، وَطَعَامَهُ, وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي, رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُ، فَغَفَرَ لَكَ يَوْمَئِذٍ، وَزَوَّجْنِيكَ.
40 - قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: وَحَدَّثَنَا بُهْلُولٌ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: أَجِعْ نَفْسَكَ وَأَعْرِهَا, لَعَلَّهَا تَرَى اللَّهَ.
41 - حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى الْوَرَّاقُ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: خَلَطْتُ دَقِيقِي بِالرَّمَادِ، فَضَعِفْتُ عَنِ الصَّلاَةِ، وَلَوْ قَوِيتُ عَلَى الصَّلاَةِ مَا أَكَلْتُ طَعَامًا غَيْرَهُ.
42 - قَالَ خَالِدٌ: حَدَّثَنَا مُعَلَّى الْوَرَّاقُ، قَالَ: قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْخَوَّاصُ: حَتْفُكَ فِي شِبَعِكَ، وَحَظُّكَ فِي جُوعِكَ إِذَا أَنْتَ شَبِعْتَ ثقلت فَنِمْتَ اسْتَمْكَنَ مِنْكَ الْعَدُوُّ, فَجَثَمَ عَلَيْكَ، وَإِذَا أَنْتَ تَجَوَّعْتَ كُنْتَ لِلْعَدُوِّ بِمَرْصَدٍ.
43 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ الشَّحَّامِ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: أَكَلْتُ الثَّجِيرَ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، وَلَوْلاَ أَنِّي خَشِيتُ أَنْ يُقْفِلَنِي لَدَاوَمُتُ عَلَيْهِ.

الصفحة 245