كتاب الجوع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

77 - حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، قَالَ: كُنَّا نَحْضُرُ طَعَامَ عُمَرَ، فَيُطْعِمُنَا الْخُبْزَ وَاللَّبَنَ، وَالْخُبْزَ وَالزَّيْتَ، وَالْخَلَّ وَأَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ الْقَدِيدَ، وَأَقَلَّ مِنْ ذَلِكَ اللَّحْمَ الْغَرِيضَ.
78 - حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ، وَكَانَ يَنْحَرُ جَزُورًا كُلَّ يَوْمٍ, أَطَايِبُهَا لِلْمُسْلِمِينَ وَأُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَأْمُرُ بِالْعُنُقِ وَالْعِلْبَاءِ فَيَأْكُلَهُ هُوَ وَأَهْلُهُ، فَدَعَا بِطَعَامٍ، فَأُتِيَ بِهِ، فَإِذَا هُوَ خُبْزٌ خَشِنٌ، وَكُسُورٌ مِنْ لَحْمٍ غَلِيظٍ، فَجَعَلَ يَقُولُ: كُلْ، فَجَعَلْتُ آكُلُ الْبَضْعَةَ, فَأَلُوكُهَا, فَلاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسِيغَهَا، فَنَظَرْتُ، فَإِذَا بَضْعَةٌ بَيْضَاءٌ، ظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنَ السَّنَامِ، فَأَخَذْتُهَا، فَإِذَا هِيَ مِنْ عِلْبَاءِ الْعُنُقِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ عُمَرَ، فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ يُدْرِكُكَ الْعِرَاقُ الَّذِي تَأْكُلَ أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ.
79 - حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ، قَالَ: حَمَلْتُ إِلَى عُمَرَ سِلاَلَ خَبِيصٍ، فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، كَشَفَ بَعْضَهُنَّ فَقَالَ: أَوَكُلَّ الْمُسْلِمِينَ يَجِدُ هَذَا؟ قُلْتُ: لاَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّمَا هَذَا شَيْءٌ يَخْتَصُّ بِهِ الأُمَرَاءُ، قَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ.

الصفحة 253