كتاب الجوع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

95 - قَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنِي قَادِمٌ الدَّيْلَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا صَفْوَانَ الْعَابِدَ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: وَرَّثَ الْجُوعُ أَهْلَهُ النَّظَرَ بِنُورِ اللهِ إِلَى مَعَالِي الْعِزِّ فِي خَلْقِهِ، وَكَانَ يُقَالُ: مَصَادِرُ الْعِزِّ فِي الِاسْتِغْنَاءِ، وَالتَّوَكُلُ كِفَايَةٌ، وَالتَّفْوِيضُ رَاحَةٌ، وَالْعِبَادَةُ يَبْعَثُهَا عَلَى النَّظْرَةِ، وَمَا فَقَدَ الرَّجُلُ شَيْئًا أَقَلَّ ضَرَرًا عَلَيْهِ مِنْ أَكْلَةٍ يَدَعُهَا لِلَّهِ، بَلْ عَاقِبَتُهَا لِلْمُتَّقِينَ جَمِيلَةٌ.
96 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: قَالَ الأَعْمَشُ لِرَجُلٍ: يَا أَحْمَقُ، تَرَى هَذَا الْبَطْنَ؟ إِنْ أَهَنْتَهُ أَكْرَمَكَ، وَإِنْ أَكْرَمْتَهُ أَهَانَكَ.
97 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ, أَوْ غَيْرُهُ: كَانَتْ بَلِيَّةُ أَبِيكُمْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَكْلَةٌ، وَهِيَ بَلِيَّتُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
98 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: الشِّبَعُ يُقَسِّي الْقَلْبَ, وَيُفَتِّرُ الْبَدَنَ.
99 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: مَنْ مَلَكَ بَطْنَهُ، مَلَكَ الأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ كُلَّهَا.
100 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: كَثْرَةُ الطَّعَامِ تُمِيتُ الْقَلْبَ، كَمَا أَنَّ كَثْرَةَ الْمَاءِ يُمِيتُ الزَّرْعَ.
101 - وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ: أَوَّلُ مَا يَعْمَلُ فِيهِ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ بَطْنَهُ، فَإِنِ اسْتَقَامَ لَهُ بَطْنُهُ, اسْتَقَامَ لَهُ دِينُهُ، وَأَنْ لَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ بَطْنُهُ, لَمْ يَسْتَقِمْ لَهُ دِينُهُ.
102 - وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: لاَ تَسْكُنُ الْحِكْمَةُ مِعْدَةً مَلأَى.

الصفحة 256