كتاب الجوع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
103 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَنْسِيَّ الدَّارِيَّ، فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} قَالَ: عَنِ الشَّهَوَاتِ.
104 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ, فَجَاءَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، فَقَالَ: أَيْنَ أَبُو يَحْيَى؟ قُلْنَا: عِنْدَ الْبَقَّالِ، قَالَ: قُومُوا بِنَا إِلَيْهِ، فَحَانَتْ مِنِّي نَظْرَةٌ إِلَى هِشَامٍ، فَقَالَ: يَا هِشَامٌ، إِنِّي أُعْطِي هَذَا الْبَقَّالَ كُلَ شَهْرٍ دِرْهَمًا وَدَانَقَيْنِ، فَآخُذُ مِنْهُ كَلَّ شَهْرٍ سِتِّينَ رَغِيفًا، كُلَّ لَيْلَةٍ رَغِيفَيْنِ، فَإِذَا أَصَبْتُهُمَا سُخْنًا فَهُوَ أُدْمُهُمَا، إِنِّي قَرَأْتُ فِي زَبُورِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِلَهِي رَأَيْتَ هُمُومِي وَأَنْتَ مِنْ فَوْقِ الْعُلَى، فَانْظُرْ مَا هُمُومَكَ يَا هِشَامٌ.
105 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْعَرٍ، قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: مَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ بَطْنُهُ أَكْثَرَ هَمِّهِ، وَأَنْ تَكُونَ شَهْوَتُهُ هِيَ الْغَالِبَةَ عَلَيْهِ.
- قَالَ: وَلَقِيَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ جَارِيَةً كَانَتْ فِي جِوَارِهِ, ثُمَّ بِيعَتْ، فَقَالَ لَهَا: فُلاَنَةٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ يَا أَبَا يَحْيَى، قَالَ: أَنْتِ، وَكَيْفَ الْمَوضِعُ الَّذِي أَنْتِ فِيهِ؟ قَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ، مَا أَحْسَنَ حَالَهُمْ، وَأَخْصَبَ بُيُوتَهُمْ, قَالَ: لَهُمْ فَضْلُ مَعْرُوفٍ عَلَى أَحَدٍ؟ قَالَتْ: يَا أَبَا يَحْيَى، مَنَازِلُهُمْ خَصِبَةٌ، وَطَعَامُهُمْ كَثِيرٌ وَاسِعٌ، قَالَ: يَقُولُ أَبُو يَحْيَى: أَنَا أَسْأَلُهَا عَنْ خَيْرِ الْقَوْمِ وَتَفَضُّلِهِمْ، وَهِيَ تُخْبِرُنِي بِعِمْرَانَ الْحُشُوشِ.
106 - قَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ: كَانَ يُقَالُ: قِلَّةُ الطُّعْمِ عَوْنٌ عَلَى التَّسَرُّعِ فِي الْخَيْرَاتِ.
الصفحة 257
630