كتاب الجوع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

129 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ, أَبُو عَبْدِ اللهِ الصُّورِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: مَا شَبِعَ عَبْدٌ شِبْعَةً إِلاَّ فَارَقَهُ مِنْ عَقْلِهِ مَا لاَ يَعُودُ إِلَيْهِ أَبَدًا.
130 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَرْزُوقٍ يَقُولُ: مَا أَهَمَّتْهُ ذُنُوبُهُ مَنْ جَمَعَ بَيْنَ السَّمْنِ وَالسُّكَّرِ.
131 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَدَقَةٍ الْقَيْسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ زَاذَانَ، قَالَ: قَالَ لِي زِيَادٌ الْقَيْسِيُّ يَوْمًا وَنَحْنُ بِالدَّيْرِ:
تَجَوَّعْ فَإِنَّ الْجُوعَ مِنْ غُنْمِ التَّقِيِّ ... وَإِنَّ طَوِيلَ الْجُوعِ يَوْمًا سَيَشْبَعُ.
قَالَ: فَانْتَبَهْتُ وَاللَّهِ وَعَلِمْتُ مَا يُرَادُ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ، لاَ تَرَى مَوْلاَكَ طَاعِمًا نَهَارًا أَبَدًا؟ قَالَ: ذَاكَ الَّذِي أَرَدْتُ بِكَ، مَا لِلِمُرِيدِينَ وَلِلتَّشَاغُلِ بِالطَّعَامِ نَهَارًا؟ لاَ وَاللَّهِ إِلاَّ التَّصَوُّفَ وَالْبُلَغَ, حَتَّى يَأْتِيَ أَمَرُ اللهِ, فَتَكُونُ الْبُطُونَ مَدَابِيرَ الأَطْرَافِ، شَوقًا إِلَى اللهِ وَإِلَى لِقَائِهِ.
132 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَلْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عِيسَى بْنُ زَاذَانَ يَقُولُ بِصَوْتٍ لَهُ حَزِينٌ:
عَلَيْكَ بِرِزْقِ الْعَابِدِينَ وَأَمَرِهِمْ ... وَقِلَّةِ طُعْمٍ، أَنْتَ لِلَّهِ عَامِلُ
وَدَاوِ صَلاَحَ الْقَلْبِ يَوْمًا بِجَرْعَةٍ ... وَبَادِرْ فَإِنَّ الأَمْرَ لاَ بُدَّ عَاجِلُ.
قَالَ: وَكَانَ عِيسَى مِنْ أَصْحَابِ التَّقَوُّتِ.
133 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي أَمَةُ اللهِ بِنْتُ أَبِي نَصْرٍ، قَالَتْ: قَالَ سَلَمَةُ الأُسْوَارِيُّ يَوْمًا لِفَتًى أَطَالَ الْجُلُوسَ مَعَهُ:
عَلَيْكَ بِطُولِ الْجُوعِ دَوْمًا ... فَإِنَّمَا تُسَرُّ بِطُولِ الْجُوعِ يَوْمَ التَّغَابُنِ.
قَالَ: فَصَاحَ الْفَتَى صَيْحَةً حُمِلَ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ صَرِيعًا.

الصفحة 262