كتاب الجوع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

137 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْهَرَوِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُغِيرَةُ، عَنْ قَطَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ وَهُوَ يُوَاصِلُ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَإِذَا كَانَ عِنْدَ إِفْطَارِهِ مِنَ اللَّيْلَةِ الْمُقْبِلَةِ مِنْ لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، يَدْعُو بِقَدَحٍ لَهُ, يُقَالُ لَهُ: الْعُمَرِيُّ، وَيَدْعُو بِقَعْبٍ مِنَ السَّمْنِ، فَيَأْمُرُ بِلَبَنٍ، فَيُحْلَبُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَدْعُو بِشَيْءٍ مِنَ الصَّبْرِ, فَيَدُّرُهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَشْرَبُهُ، قَالَ: فَأَمَّا اللَّبَنُ فَيَعْصِمُهُ، وَأَمَّا السَّمْنُ فَيَقْطَعُ عَنْهُ الْعَطَشَ، وَأَمَّا الصَّبِرُ فَيَفْتِقُ أَمْعَاءَهُ.
138 - حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُسْلِمُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْحَارِثِ النَّخَعِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّائِمُونَ تُنْفَحُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِيحُ الْمِسْكِ، وَتُوضَعُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَائِدَةٌ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَيَأْكُلُونَ مِنْهَا, وَالنَّاسُ فِي شِدَّةٍ.
139 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَّمٍ الْجُمَحِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ، أَنَّهُ قَالَ: وَفَدَ إِلَى مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، فَنَزَلْنَا بِرَاهِبٍ، فَأُتِينَا بِطَعَامٍ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ وَأَمْسَكْتُ، قَالَ: مَا لَكَ؟ قُلْتُ: إِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: أَفَلاَ أَشْكُمُكَ عَلَى صِيَامِكَ شَكِيمَةً؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَإِنَّهُ تُوضَعُ مَائِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، فَأَوَّلُ مَنْ يَأْكُلُ مِنْهَا الصَّائِمُونَ.

الصفحة 264