كتاب الجوع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

183 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَاصِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ سليم الضَّبِّيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَا رُفِعَ مِنْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضْلُ شِوَاءٍ قَطُّ، وَلاَ حُمِلَتْ مَعَهُ طِنْفِسَةُ.
184 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: قَالَتْ حَفْصَةُ بِنْتُ عُمَرَ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ لَبِسْتَ ثِيَابًا أَلْيَنَ مِنْ ثِيَابِكَ، وَأَكَلْتَ طَعَامًا أَلْيَنَ مِنْ طَعَامَكَ، فَقَدْ فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْكَ الأَرْضَ، وَأَكْثَرَ مِنَ الْخَيْرِ, فَقَالَ: إِنِّي سَأَخْصِمُكِ إِلَى نَفْسِكِ، أَمَّا تَذْكُرِينَ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْقَاهُ مِنْ شِدَّةِ الْعَيْشِ؟ فَمَا زَالَ يُذَكِّرُهَا حَتَّى أَبْكَاهَا, ثُمَّ قَالَ: إِنِّي قَدْ قُلْتُ لَكِ إِنِّي وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَشْارِكَنَّهُمَا فِي مِثْلِ عَيْشِهِمَا الشَّدِيدِ، لَعَلِّي أَلْقَى مَعَهُمَا عَيْشَهُمَا الرَّخِيَّ.
185 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: مَا أَكَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلاَّ مَغْلُوثًا بِشَعِيرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ، وَكَانَ بَطْنُهُ رُبَّمَا قَزْقَزَ، فَيَضْرِبُهُ بِيَدِهِ، وَيَقُولُ: اصْبِرْ، فَوَاللَّهِ مَا لَكَ عِنْدِي إِلاَّ مَا تَرَى, حَتَّى تَلْحَقَ بِاللَّهِ.
186 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ، قَالَ: أَمَرَ عُمَرُ غُلاَمًا لَهُ يَعْمَلُ لَهُ عَصِيدَةً بِزَيْتٍ، وَقَالَ: أَنْضِجْ حَتَّى تَذْهَبَ حَرَارَةُ الزَّيْتِ، فَإِنَّ نَاسًا تَعَجَّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ فِي حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا.

الصفحة 275