كتاب الجوع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

204 - قَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنَا بُهْلُولُ بْنُ الْمُوَرِّقِ، عَنْ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: أَجِعْ نَفْسِكَ وَأَعْرِهَا لَعَلَّ قَلْبَكَ يَرَى اللَّهَ.
205 - قَالَ مُحَمَّدٌ: حَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ عُثْمَانَ الْحَلَبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْوَزَّانُ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: مَا لِلْعَامِلِينَ وَلِلْبَطْنَةِ؟ إِنَّمَا الْعَامِلُ لِلَّهِ تَجْزِيهِ الْعُلْقَةُ الَّتِي تَقُومُ بِرَمْقِهِ.
قَالَ: وَسَمِعْتُ يَوْمًا يَقُولُ: عَاهَدْتُ اللَّهَ عَهْدًا أَلاَّ أَخِيسَ بِعَهْدِي عِنْدَهُ أَبَدًا، قَالَ: قُلْتُ: مَا هُوَ يَا أَبَا عُبَيْدَةُ؟ قَالَ: أَقْصِرْ يَا حُصَيْنٌ، قُلْتُ: أَوَمَا تُؤَمِّلُ فِي إِخْبَارِكَ إِيَّايَّ خَيْرًا مِنْ قُدْوَةَ؟ قَالَ: بَلَى، قُلْتُ: فَأَخْبِرْنِي، قَالَ: عَاهَدْتُهُ أَلاَّ يَرَانِي طَاعِمًا نَهَارًا أَبَدًا حَتَّى أَلْقَاهُ، قَالَ حُصَيْنٌ: فَإِنَّهُ كَانَ لِيَشْتَدُّ بِهِ الْمَرَضُ، فَيَجْهَدُ بِهِ إِخْوَانُهُ أَنْ يَنَالَ شَيْئًا، فَيَأْبَى ذَلِكَ حَتَّى مَضَى، عَلَيْهِ رَحْمَةُ اللهِ.
206 - قَالَ مُحَمَّدٌ: وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُمَيْعٍ الأَزْدِيُّ، قَالَ: دَعَا بَعْضُ الأُمَرَاءِ شُمَيطًا الْعَنْسِيَّ إِلَى طَعَامٍ، فَاعْتَلَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَأْتِهِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: فَقْدُ أَكْلَةٍ أَيْسَرُ عَلَيَّ مِنْ بَذْلِ دِينِي لَهُمْ، مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ بَطْنُ الْمُؤْمِنِ أَعَزَّ عَلَيْهِ مِنْ دِينِهِ.
207 - حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ لأَهْلِهِ: اسْقُونِي مَاءً، قَالُوا: قَدْ شَرِبْتَ الْيَوْمَ مَرَّةً، قَالَ: فَلاَ إِذًا.

الصفحة 279