كتاب الجوع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

272 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ: انْصَرَفْتُ مِنَ الْعَصْرِ إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَكَانَ صَائِمًا, فَلَمَّا أَمْسَى, قُلْتُ لِغُلاَمِهِ: هَاتِ فِطْرَهُ، قَالَ:...., قَالَ: فَتَمْرٌ، قَالَ: وَلاَ تَمْرٌ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَسُبُّهُ، وَأَقُولُ: شَيْخٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيَّعْتَهُ؟ قَالَ: وَمَا ذَنْبِي؟ فَتَحَ الْيَوْمَ خِزَانَتَهُ, فَمَا تَرَكَ فِيهَا بُرَّةً، وَلاَ شَعِيرَةً إِلاَّ قَسَمَهُ.
273 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: أَمْسَتْ عَائِشَةُ صَائِمَةً, وَلَيْسَ عِنْدَهَا إِلاَّ رَغِيفَانِ، فَجَاءَ سَائِلٌ، فَأَمَرَتْ لَهُ بِرَغِيفٍ، ثُمَّ جَاءَ آخِرٌ، فَأَمَرَتْ لَهُ بِالرَّغِيفِ الآخَرِ، فآبَتْ مَوْلاَتُهَا، فَقَالَتِ: انْظُرِي عَلَى مَا تُفْطِرِينَ، فَلَمَّا أَمْسَتْ إِذَا ضَارِبٌ يَضْرِبُ الْبَابَ، فَقَالَتْ: مِنَ هَذَا؟ قَالُوا: رَسُولُ فُلاَنٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنْ كَانَ مَمْلُوكًا, فَأَدْخِلِيهِ، فَدَخَلَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ حَمَلَ شَاةً مَشْوِيَّةً عَلَيْهَا كَفْلُهَا مِنَ الْخُبْزِ، فَقَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ: كُلِي مِنْ هَذَا, هَذَا خَيْرٌ مِنْ قُرْصِكِ....
274 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُعَيْطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَّمٍ الْوُحَاظِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ حَضَرَ الْوَلِيدَ بنَ يَزِيدَ الْخَلِيفَةَ, وَابْنَهُ يَتَغَدَّى مَعَهُ، فَإِذَا هُوَ يَلُوكُ لُقْمَةً يدرُّهَا, فَقَالَ: وَيْحَكَ, أَلْقِهَا فَإِنَّهَا عَلَى مِعْدَتِكَ أَشَدُّ مِنْهَا عَلَى أَسْنَانِكَ.
275 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا الْمُعَيْطِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَرْطَاةُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، قَالَ: اجْتَمَعَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الطِّبِّ عِنْدَ مَلَكٍ مِنَ الْمُلُوكِ، فَسَأَلَهُمْ: مَا رَأْسُ دَوَاءُ الْمَعِدَةِ؟ فَقَالَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ قَوْلاً، وَرَجُلٌ سَاكِتٌ, فَلَمَّا فَرَغُوا, قَالَ لَهُ: مَا تَقُولُ أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ ذَكَرُوا أَشْيَاءً كُلَّهَا قَدْ تَنْفَعُ بَعْضَ النَّفِعِ، وَلَكِنْ مِلاَكُ ذَلِكَ ثَلاَثَةُ أَشْيَاءَ: لاَ تَأْكُلَنَّ طَعَامًا أَبَدًا, إِلاَّ وَأَنْتَ تَشْتَهِيهِ، وَلاَ تَأْكُلَنَّ لَحْمًا حَتَّى تُنْعِمَ إِنْضَاجَهُ، وَلاَ تَبْتَلِعَنَّ لُقْمَةً حَتَّى تَمْضُغَهَا مَضْغًا شَدِيدًا، حَتَّى لاَ تَكُونَ عَلَى الْمَعِدَةِ مِنْهَا مَؤُونَةٌ.

الصفحة 294