كتاب الجوع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

291 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْبَصْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدِ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ الْحَسَنِ، فَأُهْدِيَتْ إِلَيْهِ سَلَّةٌ مِنْ سُكَّرٍ، فَفَتَحَ السَّلَّةَ، فَلَمْ يَرَ سُكُّرًا كَانَ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَقَالَ بِرِجْلِهِ: اهْضِمُوا، يَعْنِي كُلُوا.
292 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَزْمٌ الْقُطَعِيُّ، قَالَ: اشْتَهَى مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ سَمَكًا مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ: إِنِّي لَأَشْتَهِي السَّمَكَ مُنْذُ دَهْرٍ، فَهَيَّأَهُ لَهُ، ثُمَّ أَتَى بِهِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِلِحْيَةِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَالِكٌ، كُلَّمَا اشْتَهَيْتَ شَيْئًا أَكَلْتَهُ؟ وَكُلَّمَا أَرَدْتَ شَيْئًا رَكِبْتَهُ؟ بِئْسَ الْعَمَلُ هَذَا يَا مَالِكٌ سَوْءَةٌ لَكَ، مَا أَقْبَحَ هَذَا بِمَالِكٍ.
293 - حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ نُصَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ, أَبُو يَحْيَى، قَالَ: رَأَيْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ وَمَعَهُ كُرَاعٌ مِنْ هَذِهِ الَّتِي تُطْبَخُ، قَالَ: فَهُوَ يَشُمُّهُ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ، حَتَّى مَرَّ عَلَى شَيْخٍ مُبْتَلًى، فَنَاوَلَهُ الْكُرَاعَ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ بِالْجِدَارِ، ثُمَّ وَضَعَ كِسَاءَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَانْطَلَقَ، فَلَقِيتُ صَدِيقًا لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: لَقَدْ رَأَيْتُ مِنْ أَبِي يَحْيَى الْيَوْمَ شَيْئًا عَجِيبًا, قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قُلْتُ: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: أُخْبِرُكَ أَنَّهُ كَانَ يَشْتَهِيهِ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ، فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِهِ أَنْ يَأْكُلَهُ، فَتَصَدَّقَ بِهِ.
294 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ, أَبُو إِبْرَاهِيمَ، مِنْ جُلَسَاءِ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ إِخْوَانِهِ: إِنِّي لَأَشْتَهِي رَغِيفًا لَيِّنًا بِلَبَنٍ رَائِبٍ، قَالَ: فَانْطَلَقَ, فَجَاءَ بِهِ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمَا، ثُمَّ قَالَ: اشْتَهَيْتُكَ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةٍ, فَغَلَبْتُكَ، أَفَتُرِيدُ أَنْ تَغْلِبَنِي الآنَ؟ ارْفَعْهُ عَنِّي، وَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ.

الصفحة 298