كتاب الخمول والتواضع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
12 - حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: كُنْتُ فِي الْمَسْجِدِ, فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ عِنْدَ الْمِنْبَرِ يَدْعُو بِالْمَطَرِ, فَجَاءَ الْمَطَرُ بِصَوْتٍ وَرَعْدٍ, فَقَالَ: يَا رَبِّ, لَيْسَ هَكَذَا قَالَ: فَمَطَرَتْ فَتَبِعْتُهُ, حَتَّى دَخَلَ دَارَ حَزْمٍ, أَوْ آلِ عُمَرَ, فَعَرَفْتُ مَكَانَهُ، فَجِئْتُ مِنَ الْغَدِ, فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ شَيْئًا فَأَبَى, وَقَالَ: لاَ حَاجَةَ لِي بِهَذَا، فَقُلْتُ: فَحُجَّ مَعِي، فَقَالَ: هَذَا شَيْءٌ لَكَ فِيهِ أَجْرٌ، فَأَكْرَهُ أَنْ أَنْفَسَ عَلَيْكَ, وَأَمَّا شَيْءٌ آخُذُهُ فَلاَ.
13 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ سَهْلٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ, أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ, فَإِذَا هُوَ بِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ يَبْكِي عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ يَا مُعَاذُ؟ قَالَ: حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إِنَّ الْيَسِيرَ مِنَ الرِّيَاءِ شِرْكٌ, وَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الأَتْقِيَاءَ الأَخْفِيَاءَ الأَثْرِيَاءَ, الَّذِينَ إِذَا غَابُوا لَمْ يُفْقَدُوا، وَإِنْ حَضَرُوا لَمْ يُعْرَفُوا، قُلُوبُهُمْ مَصَابِيحُ الْهُدَى يَنْجُونَ مِنْ كُلِّ غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ.
الصفحة 357