كتاب الخمول والتواضع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
155 - حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الصَّيْرَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو طَلِيقٍ, وَكَانَ رَجُلاً صَالِحًا، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: كَانَ سَلْمَانُ يَدَعُ كُمَّهُ عَلَى الرُّصْغِ، وَالْقَمِيصَ عَلَى الرُّكْبَةِ.
156 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ, مِنْ حَرَسِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: صَلَّى بِنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجُمُعَةَ, ثُمَّ جَلَسَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مَرْقُوعُ الْجَيْبِ، مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ, فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَاكَ, فَلَوْ لَبِسْتَ وَصَنَعْتَ, فَنَكَّسَ مَلِيًّا, حَتَّى عَرَفْنَا أَنَّ ذَلِكَ قَدْ سَاءَهُ, ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيْهِ فَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ الْقَصْدِ عِنْدَ الْجِدَةِ، وَأَفْضَلَ الْعَفْوِ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ.
157 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: أَصْلِحْ قَلْبَكَ, وَالْبَسْ مَا شِئْتَ.
158 - حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى, قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ: قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ, مَا لَكُمْ تَأْتُونِي وَعَلَيْكُمْ ثِيَابُ الرُّهْبَانِ, وَقُلُوبُكُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ الضَّوَارِي؟ الْبَسُوا ثِيَابَ الْمُلُوكِ, وَأَلِينُوا قُلُوبَكُمْ بِالْخَشْيَةِ.
159 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ يَبِيعُ الْقُمُصَ عِنْدَ دَارِ فُرَاتٍ بِالْكُوفَةِ, قَالَ: قَامَ عَلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ: ....هَذَا الْقَمِيصَ, قَالَ: فَلَبِسَهُ, ثُمَّ قَالَ: بِكَمْ هَذَا الْقَمِيصُ؟ قِيلَ: بِثَلاَثَةِ دَرَاهِمَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ, فَمَدَّ يَدَهُ, فَإِذَا الْقَمِيصُ يَفْضُلُ عَنْ أَصَابِعِهِ, فَقَالَ: اقْطَعْهُ بِحَدِّ أَصَابِعِي, ثُمَّ قَالَ: حُصْهُ, قُلْتُ: أَكُفُّهُ, قَالَ: نَعَمْ, إِذَا كَانَ الْحَوْصُ كَفًّا فَكُفَّهُ, ثُمَّ رَفَعَ قَمِيصَهُ, فَأَخْرَجَ مِنْ جَرَّتِهِ ثَلاَثَةَ دَرَاهِمَ, ثُمَّ أَدْبَرَ وَهُوَ يَقُولُ: حَسْبُكَ مَا بَلَّغَكَ الْمَحِلَّ, قَالَ: وَكَانَ كَرَابِيسَ.
الصفحة 387