كتاب الخمول والتواضع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

238 - حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي سَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ حَدَّثَهُ, أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ يَتَحَرَّكُ فِي مِشْيَتِهِ, خَسَفَ اللَّهُ بِهِ, فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِي الأَرْضِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
239 - حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ نَصْرٍ، حَدَّثَنِي بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ مَالِكٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَائِذٍ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الثُّمَالِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَقُولُ الْقَبْرُ لِلْمَيِّتِ حِينَ يُوضَعُ فِيهِ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ, مَا غَرَّكَ بِي؟ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنِّي بَيْتُ الْفِتْنَةِ، وَبَيْتُ الظُّلْمَةِ، وَبَيْتُ الْوَحْدَةِ، وَبَيْتُ الدُّودِ؟ مَا غَرَّكَ بِي؟ كُنْتَ تَمُرُّ بِهِ قَذَاذَكَ, قَالَ ابْنُ عَائِذٍ: يَا أَبَا الْحَجَّاجِ، مَا الْقَذَاذُ؟ قَالَ: الَّذِي يُقَدِّمُ رِجْلاً وَيُؤَخِّرُ أُخْرَى, كَمَشْيِ ابْنِ أَخِيكَ أَحْيَانًا, وَكَانَ يَوْمَئِذٍ يَلْبَسُ وَيَتَهَيَّأُ.
240 - حَدَّثَنَا ابْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: تَلْقَى أَحَدَهُمْ يَتَحَرَّكُ فِي مِشْيَتِهِ, يَسْحَبُ عِظَامَهُ عَظْمًا عَظْمًا, لاَ يَمْشِي بِطَبِيعَتِهِ.
241 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ, قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ الْحَسَنِ, إِذْ مَرَّ عَلَيْهِ ابْنُ الأَهْتَمِ, يُرِيدُ الْمَقْصُورَةَ, وَعَلَيْهِ جِبَابُ خَزٍّ قَدْ نُضِّدَ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ عَلَى سَاقِهِ, وَانْفَرَجَ عَنْهَا قُبَّاهُ, وَهُوَ يَمْشِي يَتَبَخْتَرُ, إِذْ نَظَرَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ نَظْرَةً, فَقَالَ: أُفٍّ لَكَ, شَامِخٌ بِأَنْفِهِ, ثَانِي عِطْفِهِ, مُصَعِّرٌ خَدَّهُ, يَنْظُرُ فِي عِطْفَيْهِ, أَيُّ حُمَيْقٍ أَنْتَ, تَنْظُرُ فِي عِطْفَيْكَ فِي نِعَمٍ غَيْرِ مَشْكُورَةٍ وَلاَ مَذْكُورَةٍ؟ غَيْرُ الْمَأْخُوذِ بِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا, وَلاَ الْمُؤَدِّي حَقَّ اللهِ مِنْهَا، وَاللَّهِ إِنْ يَمْشِي أَحَدُهُمْ طَبِيعَتَهُ أَنْ يَتَخَلَّجَ تَخَلُّجَ الْمَجْنُونِ، فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنْ أَعْضَائِهِ لِلَّهِ نِعْمَةٌ، وَلِلشَّيْطَانِ بِهِ لَعْنَةٌ, فَسَمِعَ ابْنُ الأَهْتَمِ, فَرَجَعَ يَعْتَذِرُ, فَقَالَ: لاَ تَعْتَذِرْ إِلَيَّ, وَتُبْ إِلَى رَبِّكَ, أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طَوْلاً}.

الصفحة 408