كتاب الخمول والتواضع لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

245 - حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ لَنَا, أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَجَّ قَبْلَ أَنْ يُسْتَخْلَفَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ طَاوُوسٌ وَهُوَ يَخْتَالُ فِي مِشْيَتِهِ, فَغَمَزَ جَنْبَهُ بِأُصْبُعِهِ, وَقَالَ: لَيْسَتْ هَذِهِ مِشْيَةُ مَنْ فِي بَطْنِهِ خُرْءٌ, فَقَالَ عُمَرُ كَالْمُعْتَذِرِ: يَا عَمِّ، ضُرِبَ كُلُّ عُضْوٍ مِنِّي عَلَى هَذِهِ الْمِشْيَةِ, حَتَّى تَعَلَّمْتُهَا.
246 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، أَنَّ صِلَةَ بْنَ أَشْيَمَ وَأَصْحَابَهُ أَبْصَرُوا رَجُلاً قَدْ أَسْبَلَ إِزَارَهُ, فَأَرَادَ أَصْحَابُهُ أَنْ يَأْخُذُوهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ, فَقَالَ صِلَةُ: دَعُونِي أَكْفِيكُمُوهُ, قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي, إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً, قَالَ: وَمَا ذَاكَ يَا عَمِّ؟ قَالَ: تَرْفَعُ إِزَارَكَ, قَالَ: نَعَمْ وَنُعْمَةُ عَيْنٍ, فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: هَذَا كَانَ أَمْثَلَ، لَوْ أَخَذْتُمُوهُ قَالَ: لاَ أَفْعَلُ وَفَعَلَ.
247 - حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَأَى الْعُمَرِيُّ الْعَابِدُ رَجُلاً مِنْ آلِ عَلِيٍّ يَمْشِي يَخْطِرُ, فَأَسْرَعَ إِلَيْهِ, فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ, فَقَالَ: يَا هَذَا, إِنَّ هَذَا الَّذِي أَكْرَمَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ لَمْ تَكُنْ هَذِهِ مِشْيَتَهُ, قَالَ: فَتَرَكَهَا الرَّجُلُ بَعْدُ.
248 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عِيسَى الطُّفَاوِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّرَّادُ, قَالَ: رَأَى مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ ابْنَا لَهُ يَخْطِرُ بِيَدِهِ, فَدَعَاهُ, فَقَالَ: تَدْرِي مَنْ أَنْتَ؟ أَمَّا أُمُّكَ فَاشْتَرَيْتُهَا بِمِائَتَيْ دِرْهَمٍ, وَأَمَّا أَبُوكَ فَلاَ أَكْثَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْمُسْلِمِينَ ضَرْبَهُ.
249 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ قَالَ: بَزَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا عَلَى كَفِّهِ, ثُمَّ وَضَعَ أُصْبُعَهُ عَلَيْهِ, وَقَالَ: يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ابْنَ آدَمَ، أَنَّى تُعْجِزُنِي, وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ؟ حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَّلْتُكَ مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَيْنِ, وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ، جَمَعْتَ وَمَنَعْتَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ, قُلْتَ: أَتَصَدَّقُ، وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ؟.

الصفحة 410