كتاب ذم الدنيا لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

24 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ الرَّقِّيُّ، قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ يَتَمَثَّلُ وَيُرْوَى أَنَّهُ مِنْ قَوْلِهِ:
يَا أَهْلَ لَذَّاتِ دُنْيَا لاَ بَقَاءَ لَهَا ... إِنَّ اغْتِرَارًا بِظِلٍّ زَائِلٍ حُمْقُ.
25 - حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: نَزَلَ أَعْرَابِيٌّ بِقَوْمٍ فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ طَعَامًا، فَأَكَلَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى ظِلِّ خَيْمَةٍ لَهُمْ فَنَامَ هُنَاكَ، فَاقْتَلَعُوا الْخَيْمَةَ فَأَصَابَتْهُ الشَّمْسُ فَانْتَبَهَ وَقَامَ وَهُوَ يَقُولُ:
أَلاَ إِنَّمَا الدُّنْيَا كَظِلٍّ بِنَيْتَهُ ... وَلاَ بُدَّ يَوْمًا أَنَّ ظِلَّكَ زَائِلُ.
26 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَنَسٍ الأَسَدِيُّ، قَالَ: مَرَّ قَوْمٌ بِأَبْرَقَ الْعَزَّافِ فَسَمِعُوا هَاتِفًا يَقُولُ:
وَإِنَّ امْرَءًا دُنْيَاهُ أَكْبَرُ هَمِّهِ ... لَمُسْتَمْسِكٌ مِنْهَا بِحَبْلِ غُرُورِ.
27 - حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَأَى الدُّنْيَا فِي صُورَةِ عَجُوزٍ هَتْمَاءَ، عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةٍ، فَقَالَ لَهَا: كَمْ تَزَوَّجْتِ؟ قَالَتْ: لاَ أُحْصِيهِمْ، قَالَ: فَكُلُّهُمْ مَاتَ عَنْكِ أَوْ كُلُّهُمْ طَلَّقَكِ؟ قَالَتْ: بَلْ كُلُّهُمْ قَتَلْتُ، قَالَ: فَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: بُؤْسًا لِأَزْوَاجِكَ الْبَاقِينَ كَيْفَ لاَ يَعْتَبِرُونَ بِأَزْوَاجِكِ الْمَاضِينَ؟ كَيْفَ تُهْلِكِينَهُمْ وَاحِدًا وَاحِدًا وَلاَ يَكُونُونَ مِنْكِ عَلَى حَذَرٍ؟.
28 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ أَوْفَى بْنِ دَلْهَمٍ، عَنْ أبي الْعَلاَءِ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ عَجُوزًا كَبِيرَةً مُتَغْضَنَةَ الْجِلْدِ، عَلَيْهَا مِنْ كُلِّ زِينَةِ الدُّنْيَا، وَالنَّاسُ عُكُوفٌ عَلَيْهَا، مُتَعَجِّبُونَ يَنْظُرُونَ إِلَيْهَا، فَجِئْتُ فَنَظَرْتُ فَعَجِبْتُ مِنْ نِظَرِهِمْ إِلَيْهَا، وَإِقْبَالِهِمْ عَلَيْهَا، فَقُلْتُ لَهَا: وَيْلَكِ مَنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: أَوَمَا تَعْرِفُنِي؟ قُلْتُ: لاَ، مَا أَدْرِي مَا أَنْتِ؟ قَالَتْ: فَإِنِّني أَنَا الدُّنْيَا. قَالَ: قُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّكِ. قَالَتْ: فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُعَاذَ مِنْ شَرِّي فَابْغُضِ الدِّرْهَمَ.

الصفحة 441