كتاب ذم الدنيا لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
83 - حَدَّثَنِي أَزْهَرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَوْشَبٌ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ فَسَأَلَ وَأَنَا شَاهِدٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا سَعِيدٍ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَالًا فَهُوَ يَتَصَدَّقُ مِنْهُ، وَيَصِلُ مِنْهُ، وَيُحْسِنُ فِيهِ، أَلَهُ أَنْ يَتَعَيَّشَ؟ قَالَ: يَعْنِي التَّنَعُّمَ، فَقَالَ الْحَسَنُ: لاَ، لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا كُلُّهَا لَهُ مَا كَانَ لَهُ مِنْهَا إِلَّا الْكَفَافُ، وَيُقَدِّمُ ذَلِكَ لِيَوْمِ فَقْرِهِ وَفَاقَتِهِ.
84 - حَدَّثَنِي أَزْهَرُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: الْمُؤْمِنُ فِي الدُّنْيَا كَالْغَرِيبِ لاَ يُنَافِسُ فِي عِزِّهَا، وَلاَ يَجْزَعُ مِنْ ذُلِّهَا، لِلنَّاسِ حَالٌ - أَظُنُّهُ قَالَ: وَلَهُ حَالٌ - وَجِّهُوا هَذِهِ الْفُضُولَ حَيْثُ وَجَّهَهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
85 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عَنْبَسَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ حُرَيْثِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَيْسَ لِابْنِ آدَمَ حَقٌّ فِيمَا سِوَى هَذِهِ الْخِصَالِ: بَيْتٌ يَسْتُرُهُ، وَثَوْبٌ يُوَارِي عَوْرَتَهُ غَلِيظٌ، وَجِلْفٌ مِنَ الْخُبْزِ وَالْمَاءِ.
الصفحة 458