كتاب ذم الدنيا لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
98 - وَحَدَّثَنِي سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: بَعَثَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ إِلَى أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ بِالشَّامِ ثَلاَثَمِائَةِ دِينَارٍ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: ارْجِعْ بِهَا إِلَيْهِ، مَا أَحَدٌ أَغْنَى بِاللَّهِ مِنَّا، مَا لَنَا إِلَّا ظِلٌّ نَتَوَارَى بِهِ، وَثُلَّةٌ مِنْ غَنَمٍ تَرُوحُ عَلَيْنَا، وَمَوْلاَةٌ لَنَا تَصَدَّقَتْ عَلَيْنَا بِخِدْمَتِهَا، ثُمَّ إِنِّي لَأَتَخَوَّفُ الْفَضْلَ.
99 - وَحَدَّثَنِي سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: خَرَجْنَا إِمَّا حُجَّاجًا وَإِمَّا عُمَّارًا، فَمَرَرْنَا بِأَبِي ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ، فَمَرَّ بِنَا فَجَلَسَ مَعَنَا، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ أَوْ بَعْضُنَا: مَا مَالُكَ؟ قَالَ: لِي مِنَ الْإِبِلِ كَذَا وَمِنَ الْغَنَمِ كَذَا، إِحْدَاهُمَا يَرْعَاهَا ابْنٌ لِي، وَالْأُخْرَى يَرْعَاهَا غُلاَمٌ لِي، وَهُوَ عَتِيقٌ إِلَى الْحَوْلِ.
100 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أنبأنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ فَرُّوخَ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَزْهَدُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ لَمْ يَنْسَ الْقَبْرَ وَالْبِلَى، وَتَرَكَ أَفْضَلَ زِينَةِ الدُّنْيَا، وَآثَرَ مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى، وَلَمْ يَعُدَّ غَدًا مِنْ أَيَّامِهِ، وَعَدَّ نَفْسَهُ فِي الْمَوْتَى.
101 - حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، قَالَ: أُخْبِرْتُ عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُنَا؟ قَالَ: أَزْهَدُكُمْ فِي الدُّنْيَا وَأَرْغَبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ.
102 - حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ سَلْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ يَعْنِي ابْنَ سُلَيْمٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ زَهِدَ فِي الدُّنْيَا أَسْكَنَ اللَّهُ الْحِكْمَةَ قَلْبَهُ، وَأَطْلَقَ بِهَا لِسَانَهُ، وَبَصَّرَهُ عُيُوبَ الدُّنْيَا دَاءَهَا وَدَوَاءَهَا، وَأَخْرَجَهُ مِنْهَا سَالِمًا مُسْلِمًا إِلَى دَارِ السَّلاَمِ.
103 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ الشَّمَّاسِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ.
الصفحة 462