كتاب ذم الدنيا لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
123 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ الْحَسَنَ بِمَكَّةَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْنِي، فَقُلْتُ: نَسْأَلُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْفُقَهَاءِ فَلاَ تُجِيبُونَا قَالَ: وَيْحَكَ وَهَلْ رَأَيْتَ بِعَيْنِكَ فَقِيهًا قَطُّ؟ وَهَلْ تَدْرِي مَنِ الْفَقِيهُ؟ إِنَّمَا الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا، الرَّاغِبُ فِي الْآخِرَةِ، الدَّائِبُ فِي الْعِبَادَةِ، الْبَصِيرُ بِدِينِهِ.
124 - حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، قَالَ: قَالَ أَبُو نَصْرِ بْنُ الْحَارِثِ: قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لِبَكْرٍ الْعَابِدِ: يَا بَكْرُ، ازْهَدْ وَنَمْ. قَالَ: وَقَالَ سُفْيَانُ: يَا بَكْرُ، خُذْ مِنَ الدُّنْيَا لِبَدَنِكَ، وَخُذْ مِنَ الْآخِرَةِ لِقَلْبِكَ قَالَ أَبُو نَصْرٍ: يَعْنِي لِبَدَنِكَ مَا لاَ بُدَّ لَكَ مِنْهُ، وَلِقَلْبِكَ: أَيِ اشْغَلْ قَلْبَكَ بِذِكْرِ الْآخِرَةِ.
125 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مِسْكِينُ بْنُ عُبَيْدٍ الصُّوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُتَوَكِّلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْعَابِدُ، قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: الزُّهْدُ ثَلاَثَةُ أَصْنَافٍ، فَزُهْدٌ فَرْضٌ، وَزُهْدٌ فَضْلٌ، وَزُهْدٌ سَلاَمَةٌ فَالزُّهْدُ الْفَرْضُ: الزُّهْدُ فِي الْحَرَامِ، وَالزُّهْدُ الْفَضْلُ: الزُّهْدُ فِي الْحَلاَلِ، وَالزُّهْدُ السَّلاَمَةُ: الزُّهْدُ فِي الشُّبُهَاتِ.
126 - حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: مَنِ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: مَنْ إِذَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ. قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ قَدْ أُنْعِمَ عَلَيْهِ فَشَكَرَ، وَابْتُلِيَ فَصَبَرَ، وَحَبَسَ النِّعْمَةَ، كَيْفَ يَكُونُ زَاهِدًا؟ فَضَرَبَنِي بِيَدِهِ، وَقَالَ: اسْكُتْ مَنْ لَمْ تَمْنَعْهُ النُّعْمَى مِنَ الشُّكْرِ، وَلاَ الْبَلْوَى مِنَ الصَّبْرِ، فَذَلِكَ الزَّاهِدُ.
127 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي ذَرٍّ، فَعَجَلَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي بَيْتِهِ، فَقَالَ: يَا أَبَا ذَرٍّ، أَيْنَ مَتَاعُكُمْ؟ قَالَ: إِنَّ لَنَا بَيْتًا نُوَجِّهُ إِلَيْهِ صَالِحَ مَتَاعِنَا. قَالَ: إِنَّهُ لاَ بُدَّ لَكَ مِنْ مَتَاعٍ مَا دُمْتَ هَا هُنَا. قَالَ: إِنَّ صَاحِبَ الْمَنْزِلِ لاَ يَدَعُنَا فِيهِ.
الصفحة 468