كتاب ذم الدنيا لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

153 - حَدَّثَنَا خَالِدٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ الْمُسْتَوْرِدِ بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا كَرَجُلٍ وَضَعَ إِصْبَعَهُ فِي الْيَمِّ، فَلْيَنْظُرُ بِمَ رَجَعَتْ إِلَيْهِ.
154 - حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ شَيْخٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَكْبٌ يَسِيرُونَ إِذْ هَتَفَ بِهِمْ هَاتِفٌ:
أَلاَ إِنَّمَا الدُّنْيَا مَقِيلٌ لِرَائِحٍ ... قَضَى وَطَرًا مِنْ حَاجَةً ثُمَّ هَجَّرَا
أَلاَ لاَ وَلاَ يَدْرِي عَلاَمَ نُزُولُهُ ... أَلاَ كُلَّمَا قَدَّمْتَ تُلْقَى مُؤَخَّرَا.
155 - حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ، قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ: قَرَأْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: الدُّنْيَا غَنِيمَةُ الأَكْيَاسِ، وَغَفْلَةُ الْجُهَّالِ، لَمْ يَعْرِفُوهَا حَتَّى اخْرِجُوا مِنْهَا، فَسَأَلُوا الرَّجْعَةَ فَلَمْ يَرْجِعُوا.
156 - حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ عمر بن عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ} قَالَ: أَخْلَصْنَاهُمْ بِذِكْرِ الْآخِرَةِ.
157 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَنَزِيُّ الْكُوفِيُّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَوْنٍ الأَسَدِيِّ، قَالَ: أَوَّلُ كَلاَمٍ تَكَلَّمَ بِهِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَنَّهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَا شَاءَ صَنَعَ، وَمَا شَاءَ رَفَعَ، وَمَا شَاءَ وَضَعَ، وَمَا شَاءَ أَعْطَى، وَمَنْ شَاءَ مَنَعَ، إِنَّ الدُّنْيَا دَارُ غُرُورٍ، وَمُنْزِلٌ بَاطِلٌ، وَزِينَةٌ تَتَقَلَّبُ، تُضْحِكُ بَاكِيًا وَتُبْكِي ضَاحِكًا، وَتُخِيفُ آمِنًا، وَتُؤَمِّنُ خَائِفًا، تُفْقِرُ مُثْرِيهَا، وَتُثْرِي فَقِيرَهَا، مَيَّالَةٌ لاَعِبَةٌ بِأَهْلِهَا. يَا عِبَادَ اللَّهِ اتَّخِذُوا كِتَابَ اللَّهِ إِمَامًا وَارْضُوا بِهِ حُكْمًا، وَاجْعَلُوهُ لَكُمْ قَائِدًا، فَإِنَّهُ نَاسِخٌ لِمَا كَانَ قَبْلَهُ، وَلَنْ يَنْسَخَهُ كِتَابٌ بَعْدَهُ، اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَجْلُو كَيْدَ الشَّيْطَانِ وَضَغَائِنَهُ، كَمَا يَجْلُو ضَوْءُ الصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ إِدْبَارَ اللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ.

الصفحة 474