كتاب التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

53 - حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا الْخَوْفُ أَظْهَرُ عَلَى وَجْهِهِ وَالْخُشُوعُ أَبْيَنُ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ حَيٍّ, قَامَ لَيْلَةً حَتَّى الصَّبَّاحِ بِعَمِّ يَتَسَاءَلُونَ يُرَدِّدُهَا, مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ, ثُمَّ عَادَ فَعَادَ إِلَيْهَا فَغُشِيَ عَلَيْهِ, فَلَمْ يَخْتِمْهَا حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ.
- بَابُ مَنْ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ جَمِيعًا
54 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، قَالَ: قَالَ عَبْدَةُ بْنُ هِلاَلٍ الثَّقَفِيُّ: لِلَّهِ عَلَيَّ أَلاَ يَشْهَدَ عَلَيَّ لَيْلٌ بِنَوْمٍ, وَلاَ شَمْسٌ بِأَكْلٍ، قَالَ: فَأَقْسَمَ عَلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُفْطِرَ الْعِيدَيْنِ.
55 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: قِيلَ لاِمْرَأَةِ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ, يَعْنِي خَادِمَهُ: كَيْفَ كَانَتْ عِبَادَةُ عَامِرٍ؟ قَالَتْ: مَا صَنَعْتُ لَهُ طَعَامًا قَطُّ بِالنَّهَارِ أَكَلَهُ إِلاَّ بِاللَّيْلِ، وَلاَ فَرَشْتُ لَهُ فِرَاشًا بِاللَّيْلِ فَاضْطَجَعَ عَلَيْهِ.
56 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، وَغَيْرُهُ, قَالُوا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا, وَمَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا، قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ، قَالَ: أَذْهَبَ حَرُّ النَّارِ النَّوْمَ، فَمَا يَنَامُ حَتَّى يُصْبِحَ، وَإِذَا جَاءَ النَّهَارُ، قَالَ: أَذْهَبَ حَرُّ النَّارِ النَّوْمَ، فَمَا يَنَامُ حَتَّى يُمْسِيَ، فَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ، قَالَ: مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، بَعْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى.
57 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ سَالِمٍ, وَكَانَ مِنْ أَهْلِ الْخَيْرِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: صَحِبْتُ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ, مَا رَأَيْتُهُ نَامَ بِلَيْلٍ وَلاَ نَهَارٍ, حَتَّى فَارَقْتُهُ، قَالَ: وَكَانَ لَهُ رَغِيفَانِ قَدْ جَعَلَ عَلَيْهِمَا وَدَكًا، قَالَ: فَيُفْطِرُ عَلَى وَاحِدٍ, وَيَتَسَحَّرُ بِالآخَرِ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَامَ يُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ, وَإِذَا جَاءَ النَّهَارُ عَلَّمَنَا الْقُرْآنَ, حَتَّى تُمَكَّنَ لَهُ الصَّلاَةُ, ثُمَّ يَقُومُ فَلاَ يَزَالُ يُصَلِّي حَتَّى الْعَصْرِ, ثُمَّ يُعَلِّمُنَا الْقُرْآنَ حَتَّى يُمْسِيَ, فَإِذَا جَاءَ اللَّيْلُ قَامَ فَصَلَّى حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ, فَمَا رَأَيْتُهُ نَائِمًا بِلَيْلٍ وَلاَ نَهَارٍ.

الصفحة 48