كتاب التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

63 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، وَعَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ, قَالاَ: كَانَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ يَقُولُ: إِنِّي لأَسْتَحِي مِنَ اللهِ أَنْ أَنَامَ تَكَلُّفًا, حَتَّى يَكُونَ النَّوْمُ هُوَ الَّذِي يَصْرَعُنِي، قَالَ: وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: حَيَّةُ الْوَادِي.
64 - حَدَّثَنَا هَارُونُ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَر يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: لَوِ اسْتَطَعْتُ أَلاَ أَنَامَ لَمْ أَنَمْ, مَخَافَةَ أَنْ يَنْزِلَ الْعَذَابُ وَأَنَا نَائِمٌ.
65 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، حَدَّثَنَا أَسْلَمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ, وَكَانَ شَيْئًا عَجَبًا، قَالَ: صَحِبَ رَجُلٌ رَجُلاً شَهْرَيْنِ, فَلَمْ يَرَهُ نَائِمًا لَيْلاً وَلاَ نَهَارًا, فَقَالَ: مَالِي لاَ أَرَاكَ تَنَامُ؟ قَالَ: إِنَّ عَجَائِبَ الْقُرْآنِ أَطَرْنَ نَوْمِي, مَا أَخْرُجُ مِنْ أُعْجُوبَةٍ إِلاَّ وَقَعْتُ فِي غَيْرِهَا.
66 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَالِبٍ، قَالَ: صَحِبَنَا شَيْخٌ فِي بَعْضِ الْمَغَازِي, وَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ حَيْثُ كَانَ عَلَى ظَهْرِ دَابَّتِهِ, أَوْ عَلَى الأَرْضِ, وَكَانَ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْفَجْرِ قَدْ سَطَعَ ضَوْءُهُ, نَادَى: يَا إِخْوَتَاهُ عِنْدَ بُلُوغِ الْمَاءِ يَفْرَحُ الْوَارِدُونَ بِتَعْجِيلِ الرَّوَاحِ, هُنَالِكَ تَنْقَطِعُ كُلُّ هِمَّةٍ.
67 - حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ, أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ رَاشِدٍ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: كَانَ زَمْعَةُ نَازِلاً عِنْدَنَا بِالْحَصِيبِ, وَكَانَ لَهُ أَهْلٌ وَبَنَاتٌ, وَكَانَ يَقُومُ فَيُصَلِّي لَيْلاً طَوِيلاً, فَإِذَا كَانَ السَّحَرُ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا أَيُّهَا الرَّكْبُ الْمُعَرِّسُونَ, كُلُّ هَذَا اللَّيْلِ تَرْقُدُونَ, أَلاَ تَقُومُ فَتَرْحَلُونَ، قَالَ: فَيَتَوَاثَبُونَ, فَتَسْمَعُ مِنْ هَاهُنَا بَاكِيًا, وَمِنْ هَاهُنَا دَاعِيًا, وَمِنْ هَاهُنَا قَارِئًا, وَمِنْ هَاهُنَا مُتَوَضِّئًا, فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ نَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ عِنْدَ الصَّبَّاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى.

الصفحة 50