كتاب ذم الدنيا لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل
260 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخبَرَنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخبَرَنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ أَبُو هِلاَلٍ، قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ رُزِقَ رِزْقًا يَوْمًا بِيَوْمٍ لاَ يَعْلَمُ أَنَّهُ قَدْ خُيِّرَ لَهُ إِلَّا عَاجِزٌ، أَوْ قَالَ: غَبِيُّ الرَّأْيِ.
261 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، قَالَ: أَخبَرَنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخبَرَنا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا أَدَّى إِلَيْهِ.
262 - حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، قَالَ: أَخبَرَنا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخبَرَنا عَبْدُ اللَّهِ، قَالَ: أَخبَرَنا بَعْضُ، أَهْلِ الْبَصْرَةِ: أَنَّ مُطَرِّفَ بْنَ الشِّخِّيرِ، مَاتَتِ امْرَأَتُهُ، أَوْ بَعْضُ أَهْلِهِ، فَقَالَ أُنَاسٌ مِنْ إِخْوَانِهِ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى أَخِيكُمْ مُطَرِّفٍ حَتَّى لاَ يَخْلُوَ بِهِ الشَّيْطَانُ فَيُدْرِكَ بَعْضَ حَاجَتِهِ مِنْهُ، فَأَتَوْهُ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ دَهِينًا فِي هَيْئَةٍ حَسَنَةٍ، فَقَالُوا: خَشِينَا شَيْئًا، فَنَرْجُو أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدْ عَصَمَكَ مِنْهُ، وَأَخْبَرُوهُ بِالَّذِي قَالُوا. فَقَالَ مُطَرِّفٌ: لَوْ كَانَتْ لِي الدُّنْيَا كُلُّهَا فَسَلَبَنِيهَا بِشَرْبَةٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَفْتَدَيْتُ بِهَا.
263 - أَنْشَدَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الثَّقَفِيُّ:
دَعِ الدُّنْيَا لِمُفْتَتِنٍ ... وَإِنْ أَبْدَتْ مَحَاسِنَهَا
وَخُذْ مِنْهَا بِأَيْسَرِهَا ... وَإِنْ بَسَطَتْ خَزَائِنَهَا
فَإِنَّ الدَّارَ دَارُ بِلًى ... يَنَالُ الْمَوْتُ آمِنَهَا
وَقَدْ قَلَبَتْ لَكَ الأَيَّامَ ... ظَاهِرَهَا وَبَاطِنَهَا
وَحَسْبُكَ مِنْ صِفَاتِ ... الْوَاصِفِينَ بِأَنْ تُعَايِنَهَا
أَلَيْسَ جَدِيدُهَا يبقى ... وَيُفْنِي الْمَوْتُ سَاكِنَهَا.
الصفحة 507