كتاب التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

78 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا رُوَيْمٌ, أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ, أَبُو عَبْدِ اللهِ، مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قَالَ: قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ: لَوْ رَأَيْتَ طَلْحَةَ, وَزُبَيْدًا لَعَلِمْتَ أَنَّ وَجْهَهُمَا قَدْ أَخْلَقَهُمَا سَهَرُ اللَّيْلِ, وَطُولُ الْقِيَامِ، كَانَا وَاللَّهِ مِمَّنْ لاَ يَتَوَسَّدُ الْقُرْآنَ.
79 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ, أَبُو أَيُّوبَ, مَوْلَى قُرَيْشٍ، عَنْ بَعْضِ أَشْيَاخِهِ، قَالَ: قَامَ زُبَيْدٌ الأَيَامِيُّ ذَاتَ لَيْلَةٍ لِلتَّهَجُّدِ, فَعَمَدَ إِلَى مَطْهَرَةٍ لَهُ, قَدْ كَانَ يَتَوَضَّأُ مِنْهَا, فَغَمَسَ يَدَيْهِ فِي الْمَطْهَرَةِ, فَوَجَدَ الْمَاءَ فِيهَا بَارِدًا شَدِيدًا, كَادَ أَنْ يَجْمُدَ مِنْ شِدَّةِ بَرْدِهِ, فَذَكَرَ الزَّمْهَرِيرَ وَيَدُهُ فِي الْمَطْهَرَةِ, فَلَمْ يُخْرِجْهَا مِنْهَا حَتَّى أَصْبَحَ, فَجَاءَتِ الْجَارِيَةُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ, فَقَالَتْ: مَا شَأْنُكَ يَا سَيِّدِي لَمْ تُصَلِّ اللَّيْلَةَ كَمَا كُنْتَ تُصَلِّي وَأَنْتَ هَاهُنَا قَاعِدٌ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ؟ قَالَ: وَيْحَكِ, إِنِّي أَدْخَلْتُ يَدِي فِي هَذِهِ الْمَطْهَرَةِ, فَاشْتَدَّ عَلَيَّ بَرْدُ الْمَاءِ, فَذَكَرْتُ بِهِ الزَّمْهَرِيرَ، فَوَاللَّهِ مَا شَعَرْتُ بِشِدَّةِ بَرْدِهِ, حَتَّى وَقَفْتِ عَلَيَّ, انْظُرِي أَنْ لاَ تُحَدِّثِي بِهَا أَحَدًا مَادُمْتُ حَيًّا، قَالَ: فَمَا عَلِمَ بِذَلِكَ أَحَدٌ, حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ.
80 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ الْبَلْخِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَتْ مُعَاذَةُ الْعَدَوِيَّةُ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ تَقُولُ: هَذِهِ لَيْلَتِي الَّتِي أَمُوتُ فِيهَا, فَمَا تَنَامُ حَتَّى تُصْبِحَ، فَإِذَا جَاءَ النَّهَارُ, قَالَتْ: هَذَا يَوْمِي الَّذِي أَمُوتُ فِيهِ, فَمَا تَنَامُ حَتَّى تُمْسِي وَإِذَا جَاءَ الْبَرْدُ لَبِسَتِ الثِّيَابَ الرِّقَاقَ, حَتَّى يَمْنَعَهَا الْبَرْدُ مِنَ النَّوْمِ.
81 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ جَبَلَةَ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنِي الْحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَتْنِي امْرَأَةٌ كَانَتْ تَخْدُمُ مُعَاذَةَ الْعَدَوِيَّةَ قَالَتْ: كَانَتْ تُحْيِي اللَّيْلَ صَلاَةً، فَإِذَا غَلَبَهَا النَّوْمُ, قَامَتْ فَجَالَتْ فِي الدَّارِ وَهِيَ تَقُولُ: يَا نَفْسُ, النَّوْمُ أَمَامَكِ, لَوْ قَدِمْتِ لَطَالَتْ رَقْدَتُكِ فِي الْقَبْرِ عَلَى حَسْرَةٍ, أَوْ سُرُورٍ قَالَتْ: فَهِيَ كَذَلِكَ حَتَّى الصُّبْحِ.

الصفحة 53