كتاب ذم الدنيا لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

380 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُحَارِبِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ، قَالَ حَدَّثَنِي عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، قَالَ: كَانُوا يَتَوَاصُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ بِثَلاَثَةِ أَحْرُفٍ يَكْتُبُ بِهَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ: مَنْ عَمِلَ لِلَّهِ تَعَالَى كَفَاهُ اللَّهُ النَّاسَ، وَمَنْ عَمِلَ لِآخِرَتِهِ كَفَاهُ اللَّهُ دُنْيَاهُ، وَمَنْ أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللَّهُ تَعَالَى عَلاَنِيَتَهُ.
381 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: قَالَ الْعُمَرِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: الزُّهْدُ: الرِّضَا.
382 - وَحَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَحْمَدَ بْنَ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، قَالَ: الْوَرَعُ أَوَّلُ الزُّهْدِ، وَالْقَنَاعَةُ أَوَّلُ الرِّضَا.
383 - قَالَ أَحْمَدُ: وَقُلْتُ لِأَبِي هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَغَازِلِيِّ: أَيُّ شَيْءٍ الزُّهْدُ؟ قَالَ: قَطْعُ الآمَالِ، وَإِعْطَاءُ الْمَحْمُودِ، وَخَلْعُ الرَّاحَةِ.
384 - وَزَعَمَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ أَيُّوبَ بْنَ شَبِيبٍ حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَلَيْسَ بِصَاحِبِ الرَّأْيِ، عَنْ أَبِي السَّحْمَاءِ، قَالَ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ بَيْنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ وَالْفُسْطَاطِ إِذَا بِرَجُلٍ عَلَى فَرَسٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا السَّحْمَاءِ مَا تَعُدُّونَ الزُّهْدَ فِيكُمْ؟ قَالَ: قُلْتُ: تَرْكُ هَذَا الْحُطَامِ، قَالَ: لاَ، وَلَكِنْ هُوَ أَنْ يَتَنَحَّى الرَّجُلُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَرْجُو أَنْ يَرَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ فَيَرْحَمَهُ.

الصفحة 538