كتاب ذم الدنيا لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

414 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ: يَا ابْنَ آدَمَ فَرِحْتَ بِبُلُوغِ أَمَلِكَ، وَإِنَّمَا بَلَغْتَهُ بِانْقِضَاءِ مُدَّةِ أَجَلِكَ، ثُمَّ سَوَّفْتَ بِعَمَلِكَ، كَأَنَّ مَنْفَعَتَهُ لِغَيْرِكَ
415 - أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ:
مَنْ كَانَ رَاكِبَ يَوْمٍ لَيْسَ يَأْمَنُهُ ... وَلَيْلَةٍ عَلَّهَا فِي عُقْبِ دُنْيَاهُ
فَكَيْفَ يَلْتَذُّ عَيْشًا أَوْ يَطِيبُ لَهُ ... وَكَيْفَ تَعْرِفُ طَعْمَ الْغُمْضِ عَيْنَاهُ.
416 - حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُنْذِرِ، قَالَ: الدُّنْيَا سَبْعَةُ آلاَفِ سَنَةٍ، فَقَدْ مَضَى مِنْهَا سِتَّةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مِائَةٍ أَوْ خَمْسُ مِائَةٍ وَنَيِّفٌ مُنْذُ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
417 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْعُبَّادِ قَالَ: الدُّنْيَا سَبْعَةُ آلاَفِ سَنَةٍ، لَأَعْبُدَنَّ اللَّهَ تَعَالَى عِبَادَةً لَعَلِّي أَنْجُو مِنْ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَلَعَلَّهُ لَمْ يَعِشْ بَعْدَ مَقَالَتِهِ هَذِهِ يَوْمًا وَاحِدًا، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ تَعَالَى بِنِيَّتِهِ.
418 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ سَلْمِ بْنِ مَيْمُونٍ الْخَوَّاصِ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ زَائِدَةَ، يَقُولُ: كَانَ كُرْزٌ الْجُرْجَانِيُّ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: كَمْ بَلَغَكُمْ عُمْرُ الدُّنْيَا؟، قَالُوا: سَبْعَةُ آلاَفِ سَنَةٍ قَالَ: فَكَمْ بَلَغَكُمْ مِقْدَارُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ قَالُوا: خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ: أَفَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْمَلَ سُبْعَ يَوْمٍ حَتَّى يَأْمَنَ ذَلِكَ الْيَوْمَ؟.
419 - حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مَعْمَرٍ، قَالَ: كَتَبَ رَجُلٌ عَالِمٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ بِدَارِ إِقَامَةٍ، وَإِنَّمَا أُهْبِطَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَيْهَا عُقُوبَةً، يَحْسَبُ مَنْ لاَ يَدْرِي مَا ثَوَابُ اللَّهِ أَنَّهَا ثَوَابٌ، وَيَحْسَبُ مَنْ لاَ يَدْرِي مَا عِقَابُ اللَّهِ أَنَّهَا عِقَابٌ، وَلَيْسَتْ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّهَا دَارٌ سُلِّمَ أَهْلُهَا إِلَى النِّقْمَةِ أَوِ الْكَرَامَةِ، مِثْلُهَا مِثْلُ الْحَيَّةِ مَسَّهَا لَيِّنٌ وَفِيهَا الْمَوْتُ، فَكُنْ فِيهَا كَالْمَرِيضِ الَّذِي يُكْرِهُ نَفْسَهُ عَلَى الدَّوَاءِ رَجَاءَ الْعَافِيَةِ، وَيَدَعُ مَا يَشْتَهِي مِنَ الطَّعَامِ رَجَاءَ الْعَافِيَةِ.

الصفحة 547