كتاب ذم الدنيا لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

424 - حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ فَضَالَةَ النَّحْوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّبَيْرُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: رَأَى عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ امْرَأَةً ثَائِرَةَ الشَّعْرِ بَيْنَ أَضْعَافِ الْمَقَابِرِ، وَهِيَ تَقُولُ:
آذَنَتْ زِينَةُ الْحَيَاةِ بِبَيْنٍ ... وَانْقِضَاءٍ مِنْ أَهْلِهَا وَفَنَاءِ.
قَالَ: فَأَوَّلَ النَّاسُ ذَلِكَ مِنْ رُؤْيَا عَامِرٍ: الدُّنْيَا.
425 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، قَالَ: قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: مَنْ أَخَذَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَقَدْ أَخَذَ ثَمَنًا قَلِيلًا.
426 - حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ قُرَيْشٍ، قَالَ: قَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: خَطَبَ النَّاسَ هَارُونُ الرَّشِيدُ، فَاسْتَنَدَ إِلَى الْبَيْتِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الدُّنْيَا غَرَّارَةٌ، أَهْلَكَتْ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ، أَلاَ وَهِيَ مُهْلِكَةٌ مَنْ بَقِيَ، أَلاَ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الدُّنْيَا، قَالَ: فَأَبْكَانِي قَوْلُهُ، وَتَعَجَّبْتُ مِنْ فِعْلِهِ.
427 - أَنْشَدَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْبَاهِلِيُّ:
احْذَرِ الْمَوْتَ ... فَإِنَّ الْمَوْتُ يَغْتَالُ النُّفُوسَا
وَارْفُضِ الدُّنْيَا ... وَقَابِلْ وَجْهَهَا وَجْهًا عَبُوسَا.
428 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: كَتَبَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِلَى أَخٍ لَهُ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا حُلْمٌ، وَالْآخِرَةَ يَقَظَةٌ، وَالْمُتَوَسِّطُ بَيْنَهُمَا الْمَوْتُ، وَنَحْنُ فِي أَضْغَاثٍ، وَالسَّلاَمُ.

الصفحة 549