كتاب ذم الدنيا لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

466 - حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الآدَمِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ ثَعْلَبَةَ الْحَنَفِيَّ، قَالَ: أَمْسِ مَذْمُومٌ، وَيَوْمُكَ غَيْرُ مَحْمُودٍ، وَغَدٌ غَيْرُ مَأْمُونٍ.
467 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى الطُّفَاوِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلاَنَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ: إِنَّمَا هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ، فَقَدْ مَضَى أَمْسِ بِمَا فِيهِ، وَغَدًا أَمَلٌ لَعَلَّكَ لاَ تُدْرِكُهُ، وَيَوْمُكَ إِنْ كُنْتَ مِنْ أَهْلِ غَدٍ، فَإِنَّ غَدًا يَجِيءُ بِرِزْقِ غَدٍ، إِنَّ دُونَ غَدٍ يَوْمًا وَلَيْلَةً تَخْتَرِمُ فِيهَا أَنْفُسٌ كَثِيرَةٌ، لَعَلَّكَ الْمُخْتَرِمُ فِيهَا، كَفَى كُلَّ يَوْمٍ هَمُّهُ.
468 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ أَبُو حَازِمٍ: الأَيَّامُ ثَلاَثَةٌ: فَأَمَّا أَمْسِ فَقَدِ انْقَضَى عَنِ الْمُلُوكِ نِعْمَتُهُ، وَذَهَبَتْ عَنِّي شِدَّتُهُ، وَإِنِّي وَإِيَّاهُمْ مِنْ غَدٍ لَعَلَى وَجَلٍ، وَإِنَّمَا هُوَ الْيَوْمُ فَمَا عَسَى أَنْ يَكُونَ؟.
469 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، وَلَمْ أَرَ مِثْلَهُ بَيَانًا وَفَهْمًا يَقُولُ: لَيْسَ مِنْ يَوْمٍ يَقْدَمُ إِلَّا وَهُوَ عَارِيَةٌ لِلْيَوْمِ الَّذِي بَعْدَهُ، فَالْيَوْمُ الْجَدِيدُ يَقْتَضِي عَارِيَتَهُ، فَإِنْ كَانَ حَسَنًا أَدَّى إِلَيْهِ حَسَنًا، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا أَدَّى قَبِيحًا فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ عَوَارِي أَيَّامِكَ حِسَانًا فَافْعَلْ
470 - أَنْشَدَنِي مَحْمُودُ بْنُ الْحَسَنِ قَوْلَهُ:
مَضَى أَمْسُكَ الْمَاضِي شَهِيدًا مُعَدَّلًا ... وَأَعْقَبَهُ يَوْمٌ عَلَيْكَ جَدِيدُ
فَإِنْ كُنْتَ بِالأَمْسِ اقْتَرَفْتَ إِسَاءَةً ... فَثَنِّ بِإِحْسَانٍ وَأَنْتَ حُمَيْدُ
فَيَوْمُكَ إِنْ أَغْنَيْتَهُ عَادَ نَفْعُهُ عَلَيْكَ ... وَمَاضِي الأَمْسِ لَيْسَ يَعُودُ
وَلاَ تُرْجِ فِعْلَ الْخَيْرِ يَوْمًا إِلَى غَدٍ ... لَعَلَّ غَدًا يَأْتِي وَأَنْتَ فَقِيدُ.

الصفحة 559