كتاب التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

103 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: أَمَّا أَنَا فَإِذَا اسْتَيْقَظْتُ لَمْ أُقِلْهَا.
104 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشِيرٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عِصَامٍ الْمَازِنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ: إِذَا نِمْتَ ثُمَّ اسْتَيْقَظْتَ, ثُمَّ عُدْتَ نَائِمًا, فَلاَ أَرْقَدَ اللَّهُ عَيْنَكَ.
105 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُمَرَ النَّحْوِيُّ، قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ يَخْرُجُ, فَيَرْكَبُ فَرَسَهُ فِي جُنْحِ اللَّيْلِ, فَيَأْتِي الْمَقَابِرَ, فَيَقُولُ: يَا أَهْلَ الْقُبُورِ, طُوِيَتِ الصُّحُفُ, وَرُفِعَتِ الأَقْلاَمُ, لاَ يَسْتَعْتِبُونَ مِنْ سَيِّئَةٍ, وَلاَ يَسْتَزِيدُونَ فِي حَسَنَةٍ, ثُمَّ يَبْكِي, ثُمَّ يَنْزِلُ عَنْ فَرَسِهِ, فَيَصُفَّ بَيْنَ قَدَمَيْهِ, فَيُصَلِّي حَتَّى يُصْبِحَ, فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ رَكِبَ فَرَسَهُ حَتَّى يَأْتِيَ مَسْجِدَ حَيِّهِ, فَيُصَلِّي مَعَ الْقَوْمِ كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ مِمَّا كَانَ فِيهِ.
106 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ حَاجًّا, فَاعْتَلَّتْ إِحْدَى قَدَمَيْهِ, فَقَامَ يُصَلِّي حَتَّى أَصْبَحَ عَلَى قَدَمٍ، قَالَ: وَصَلَّى الْفَجْرَ بِوُضُوءِ الْعِشَاءِ، قَالَ: وَقَدِمَ عَلَيْنَا لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ فَصَنَعَ مِثْلَهَا.
107 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ يُصَلِّي حَتَّى السَّحَرِ, ثُمَّ يَجْلِسُ فَيُهَيِّجُ الْبُكَاءَ سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ, وَيَقُولُ: لأَمْرٍ مَا خُلِقْنَا، لأَمْرٍ مَا خُلِقْنَا، لَئِنْ لَمْ نَأْتِ الآخِرَةَ بِخَيْرٍ لَنَهْلِكَنَّ.
108 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ: زَارَ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ مُحَمَّدَ بْنَ جُحَادَةَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَالَ: فَأَتَاهُ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ بَعْدَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ، قَالَ: وَمُحَمَّدٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، قَالَ: فَقَامَ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ فِي النَّاحِيَةِ الأُخْرَى يُصَلِّي, فَلَمْ يَزَالاَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، قَالَ: وَكَانَ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ إِمَامَ مَسْجِدِهِ، قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى الْحَيِّ فَأَمَّهُمْ وَلَمْ يَلْتَقِيَا, وَلَمْ يَعْلَمْ مُحَمَّدٌ بِمَكَانِهِ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَهْلُ الْمَسْجِدِ: زَارَكَ أَخُوكَ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ الْبَارِحَةَ, فَلَمْ تَنْفَتِلْ إِلَيْهِ، قَالَ: مَا عَلِمْتُ بِمَكَانِهِ، قَالَ: فَغَدَا عَلَيْهِ, فَلَمَّا رَآهُ قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ مُقْبِلاً, قَامَ إِلَيْهِ فَاعْتَنَقَهُ, ثُمَّ جَلَسَا جَمِيعًا, فَجَعَلاَ يَبْكِيَانِ.

الصفحة 58