كتاب التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

109 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ الضَّبِّيِّ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَزِيدُ الضَّبِّيُّ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ أَطَالَ الْقِيَامَ, وَكَانَ لَهُ وَتَدٌ فِي مِحْرَابِهِ, يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، قَالَ: وَلَرُبَّمَا غَلَبَهُ النَّوْمُ وَهُوَ قَائِمٌ حَتَّى يَسْقُطَ، قَالَ: وَكَانَ يَقُولُ: لاَ أُحِبُّ أَنْ أَعْمَدَ لِلنَّوْمِ أَجْهَدُ أَلاَّ أَنَامَ, فَإِنْ غَلَبَنِي كَانَ أَعْذَرَ لِنَفْسِي عِنْدِي.
110 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي عُبَيْسُ بْنُ مَرْحُومِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَتْنِي عَبْدَةُ بِنْتُ أَبِي شَوَّالٍ, وَكَانَتْ مِنْ خِيَارِ إِمَاءِ اللهِ، قَالَ: قَالَتْ: كَانَتْ رَابِعَةُ تُصَلِّي اللَّيْلَ كُلَّهُ, فَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ, هَجَعَتْ فِي مُصَلاَهَا هَجْعَةً خَفِيفَةً, حَتَّى يُسْفِرَ الْفَجْرُ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَسْمَعُهَا تَقُولُ إِذَا وَثَبَتْ مِنْ رَقْدَتِهَا: وَيْلَكِ يَا نَفْسُ كَمْ تَنَامِينَ, وَإِلَى كَمْ لاَ تَقُومِينَ, أَوْشَكَ أَنْ تَنَامِي نَوْمَةً لاَ تَقُومِينَ مِنْهَا إِلاَّ بِصَرْخَةِ يَوْمِ النُّشُورِ، قَالَتْ: فَكَانَ هَذَا دَأْبَهَا دَهْرَهَا, حَتَّى مَاتَتْ.

الصفحة 59