كتاب ذم المسكر لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

43 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ اسْتَعْمَلَ النُّعْمَانَ بْنَ عَدِيِّ بْنِ نَضْلَةَ عَلَى مَيْسَانَ مِنْ أَرْضِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ أَبْيَاتًا:
أَلاَ هَلْ أَتَى الْحَسْنَاءَ أَنَّ حَلِيلَهَا ... بِمَيْسَانَ يُسْقَى فِي زُجَاجٍ وَحَنْتَمِ
إِذَا شِئْتُ غَنَّتْنِي دَهَاقِينُ قَرْيَةٍ ... وَرَقَّاصَةٌ تَحْدُو عَلَى كُلِّ مِنْسَمِ
فَإِنْ كُنْتَ نَدْمَانِي فَبِالأَكْبَرِ اسْقِنِي ... وَلاَ تَسْقِنِي فِي الأَصْغَرِ الْمُتَثَلِّمِ
لَعَلَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَسُوؤُهُ ... تَنَادُمُنَا فِي الْجَوْسَقِ الْمُتَهَدِّمِ
فَلَمَّا بَلَغَتْ أَبْيَاتُهُ عُمَرَ قَالَ: نَعَمْ وَاللَّهِ إِنَّ ذَاكَ لَيَسُوؤُنِي فَمَنْ لَقِيَهُ فَلْيُخْبِرْهُ أَنِّي قَدْ عَزَلْتُهُ فَعَزَلَهُ فَلَمَّا قَدِمَ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ: وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا صَنَعْتُ شَيْئًا مِمَّا بَلَغَكَ وَلَكِنِّي كُنْتُ امْرَءًا شَاعِرًا وَجَدْتُ فَضْلاً مِنْ قَوْلٍ فَقُلْتُ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَايْمُ اللهِ لاَ تَعْمَلْ لِي عَمَلاً مَا بَقِيَتُ فَعَزَلَهُ.
44 - أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ الْمِنْقَرِيَّ، حَرَّمَ الْخَمْرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَقَالَ:
رَأَيْتُ الْخَمْرَ مُصْلِحَةً وَفِيهَا ... مَنَاقِبُ تُفْسِدُ الْمَرْءَ الْكَرِيمَا
فَلاَ وَاللَّهِ أَشْرَبُهَا صَحِيحًا ... وَلاَ أَشْقَى بِهَا أَبَدًا سَقِيمَا
وَلاَ أُعْطِي بِهَا ثَمَنًا حَيَاتِي ... وَلاَ أَدْعُو لَهَا أَبَدًا نَدِيمَا
إِذَا دَارَتْ حُمَيَّاهَا تَعلَّتْ ... طَوَالِعُ تُسَفِّهُ الرَّجُلَ الْحَلِيمَا.

الصفحة 616