كتاب التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

135 - حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، قَالَ: كَانَ صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ أَعْطَى اللَّهَ عَهْدًا, أَلاَّ أَضَعُ جَنْبِي عَلَى فِرَاشٍ, حَتَّى أَلْحَقَ بِرَبِّي، قَالَ: فَبَلَغَنِي أَنَّ صَفْوَانَ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ, فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ, قِيلَ لَهُ: رَحِمَكَ اللَّهُ, أَلاَ تَضْطَجِعُ؟ قَالَ: مَا وَفَّيْتُ لِلَّهِ بِالْعَهْدِ إِذًا، قَالَ: فَأُسْنِدَ, فَمَا زَالَ كَذَلِكَ, حَتَّى خَرَجَتْ نَفْسُهُ، قَالَ: وَيَقُولُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ: إِنَّهُ ثُقِبَتْ جَبْهَتُهُ مِنْ كَثْرَةِ السُّجُودِ.
136 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ طَلْقِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَّا يُقَالُ لَهُ: هِنْدُ بْنُ عَوْفٍ مِنْ سَفَرٍ, فَمَهَّدَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ فِرَاشًا, فَنَامَ عَلَيْهِ, وَكَانَتْ لَهُ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ يُصَلِّيهَا, فَنَامَ عَنْهَا, فَحَلَفَ أَلاَّ يَنَامَ عَلَى فِرَاشٍ أَبَدًا.
137 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا الْمُنْكَدِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنْ تَمِيمًا الدَّارِيَّ نَامَ لَيْلَةً لَمْ يَتَهَجَّدْ فِيهَا حَتَّى أَصْبَحَ, فَقَامَ سَنَةً لَمْ يَنَمْ فِيهَا, عُقُوبَةً لِلَّذِي صَنَعَ.
138 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: أَظُنُّهُ عَبْدَ النُّورِ السَّلِيطِيَّ، قَالَ: تَعَبَّدَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ, فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاَةً، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: يَا بُنَيَّ, لَوْ نِمْتَ مِنَ اللَّيْلِ شَيْئًا، فَقَالَ: مَا شِئْتِ يَا أُمَّهْ, إِنْ شِئْتِ نِمْتُ الْيَوْمَ, وَلَمْ أَنَمْ غَدًا فِي الآخِرَةِ, وَإِنْ شِئْتِ لَمْ أَنَمِ الْيَوْمَ, لَعَلِّي أُدْرَكُ الْيَوْمَ غَدًا فِي الآخِرَةِ مَعَ الْمُسْتَرِيحِينَ مِنْ عُسْرِ الْحِسَابِ, قَالَتْ: يَا بُنَيَّ, وَاللَّهِ مَا أُرِيدُ لَكَ إِلاَّ الرَّاحَةَ، فَرَاحَةُ الآخِرَةِ أَحَبُّ إِلَيَّ لَكَ مِنْ رَاحَةِ الدُّنْيَا، فَدُونَكَ يَا بُنَيَّ, فَحَالِفِ السَّهَرَ أَيَّامَ الْحَيَاةِ, لَعَلَّكَ تَنْجُو مِنْ عُسْرِ ذَلِكَ الْيَوْمِ, وَمَا أَرَاكَ نَاجِيًا، قَالَ: فَصَرَخَ الْفَتَى صَرْخَةً, فَسَقَطَ بَيْنَ يَدَيْهَا مَيِّتًا, فَاجْتَمَعَتْ عِنْدَهَا رِجَالاَتٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُعَزُّونَهَا, قَالَتْ وَهِيَ تَقُولُ: وَابُنَيَّاهُ, قَتِيلُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ, وَابُنَيَّاهُ, قَتِيلُ يَوْمِ الآخِرَةِ، قَالَ: وَكَانُوا يَقُولُونَ: إِنَّهَا كَانَتْ أَفْضَلَ مِنِ ابْنِهَا.

الصفحة 64