كتاب التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

182 - حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: قَالَتِ امْرَأَةُ حَبِيبٍ أَبِي مُحَمَّدٍ: انْتَبَهَتْ لَيْلَةً وَهُوَ نَائِمٌ, فَأَنْبَهَتْهُ فِي السَّحَرِ, وَقَالَتْ لَهُ: قُمْ يَا رَجُلَ سُوءٍ, فَقَدْ ذَهَبَ اللَّيْلُ وَجَاءَ النَّهَارُ وَبَيْنَ يَدَيْكَ طَرِيقٌ بَعِيدٌ وَزَادُنَا قَلِيلٌ, وَقَوَافِلُ الصَّالِحِينَ قَدْ سَارُوا قُدَّامَنَا, وَنَحْنُ قَدْ بَقِينَا.
183 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي أَبُو يُوسُفَ الْبَزَّازُ، قَالَ: تَزَوَّجَ رِيَاحٌ الْقَيْسِيُّ امْرَأَةً, فَبَنَى بِهَا, فَلَمَّا أَصْبَحَ قَامَتْ إِلَى عَجِينِهَا, فَقَالَ: لَوْ نَظَرْتِ امْرَأَةً تَكْفِيكِ هَذَا, قَالَتْ: إِنَّمَا تَزَوَّجْتُ رِيَاحًا الْقَيْسِيَّ, لَمْ أَرَنِي أَنِّي تَزَوَّجْتُ جَبَّارًا عَنِيدًا, فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ نَامَ لِيَخْتَبِرَهَا, فَقَامَتْ رُبْعَ اللَّيْلِ, ثُمَّ نَادَتْهُ: قُمْ يَا رِيَاحُ, فَقَالَ: أَقُومُ, فَقَامَتِ الرُّبُعَ الآخَرَ، ثُمَّ نَادَتْهُ, فَقَالَتْ: قُمْ يَا رِيَاحُ, فَقَالَ: أَقُومُ, وَلَمْ يَقُمْ, فَقَامَتِ الرُّبُعَ الآخَرَ, ثُمَّ نَادَتْهُ, فَقَالَتْ: قُمْ يَا رِيَاحُ, فَقَالَ: أَقُومُ, فَقَالَتْ: مَضَى اللَّيْلُ, وَعَسْكَرَ الْمُحْسِنُونَ, وَأَنْتَ نَائِمٌ, لَيْتَ شَعْرِي مَنْ غَرَّنِي بِكَ يَا رِيَاحُ، قَالَ: وَقَامَتِ الرُّبُعَ الْبَاقِي.
184 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ إِذَا نَظَرَ إِلَى اللَّيْلِ قَدْ أَقْبَلَ، قَالَ: جَاءَ اللَّيْلُ وَلِلَّيْلِ مَهَابَةٌ، وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ يُهَابَ.
185 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مُتَعَبِّدًا, وَكَانَ إِذَا جَاءَ اللَّيْلُ تَحَزَّمَ وَلَبِسَ ثِيَابَهُ وَخُفَّيْهِ, فَيَقُولُ لَهُ أَهْلُهُ: النَّاسُ إِذَا أَصْبَحُوا لَبِسُوا ثِيَابَهُمْ, وَذَهَبُوا إِلَى أَسْوَاقِهِمْ, وَأَنْتَ إِنَّمَا تَلْبَسُ بِاللَّيْلِ, فَيَقُولُ لَهُمْ: وَأَنَا أَيْضًا أَذْهَبُ إِلَى السُّوقِ، قَالَ: فَيَقُومُ إِلَى مِحْرَابِهِ.

الصفحة 74