كتاب التهجد وقيام الليل لابن أبي الدنيا - ط أطلس الخضراء = مقابل

227 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: كَانَ فَتًى مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلاَةً، قَالَ: فَاسْتَزَارَهُ بَعْضُ إِخْوَانِهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ, فَاسْتَأْذَنَ أُمَّهُ فِي زِيَارَتِهِ, فَأَذِنَتْ لَهُ، قَالَتِ الْعَجُوزُ: فَلَمَّا كَانَ مِنَ اللَّيْلِ إِذَا أَنَا فِي مَنَامِي بِرِجَالٍ قَدْ وَقَفُوا عَلَيَّ, فَقَالُوا: يَا أُمَّ عَرْفَجَةَ, لِمَ أَذِنْتِ لإِمَامِنَا اللَّيْلَةَ؟.
228 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنِي أَبُو عِمْرَانَ التَّمَّارُ، قَالَ: غَدَوْتُ يَوْمًا قَبْلَ الْفَجْرِ إِلَى مَسْجِدِ الْحَسَنِ الجَفْرِيُّ, فَإِذَا بَابُ الْمَسْجِدِ مُغْلَقٌ, وَإِذَا حَسَنٌ جَالِسٌ يَدْعُو, وَإِذَا ضَجَّةٌ فِي الْمَسْجِدِ, وَجَمَاعَةٌ يُؤَمِّنُونَ عَلَى دُعَائِهِ, وَحَسَنٌ يَدْعُو، قَالَ: فَجَلَسْتُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ, حَتَّى فَرَغَ مِنْ دُعَائِهِ, ثُمَّ قَامَ فَأَذَّنَ وَفَتَحَ بَابَ الْمَسْجِدِ, فَدَخَلْتُ, فَلَمْ أَرَ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا, فَلَمَّا أَصْبَحَ وَتَفَرَّقَ مَنْ عِنْدَهُ, قُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ, إِنِّي وَاللَّهِ رَأَيْتُ عَجَبًا، قَالَ: وَمَا رَأَيْتَ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي رَأَيْتُ وَسَمِعْتُ, فَقَالَ: أُولَئِكَ جِنٌّ مِنْ أَهْلِ نَصِيبِينَ, يُحِبُّونَ يَشْهَدُونَ مَعِي خَتْمَ الْقُرْآنِ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ, ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ.
229 - وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ سَلْمَانَ الْعَابِدُ، قَالَ: كَانَ أَبِي إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ, سَمِعْتُ فِيَ الدَّارِ جَلَبَةً شَدِيدَةً, وَاسْتِقَاءً لِلْمَاءِ كَبِيرًا، قَالَ: فَنَرَى أَنَّ الْجِنَّ كَانُوا يَسْتَيْقِظَونَ لِتَهَجُّدِهِ فَيُصَلُّونَ مَعَهُ.

الصفحة 84