كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ: إِنَّهُ لَفَتْحٌ"، حَتَّى بَلَغَ: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ}، يَعْنِي: خَيْبَرٍ، فَلمَّا انْصَرَفْنَا غَزَوْنَا خَيْبَرٍ فَقُسِّمَتْ عَلَى أَهْلِ الحُدَيْبِيَةِ، وَكَانُوا أَلْفًا وَخَمْسِمائَةٍ، مِنْهُم ثَلاَثُمِائَةِ فَارِسٍ، فَقُسِّمَتْ عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمَاً، فَأَعْطَى الفَارِسَ سَهْمَيْنِ، وَالرَّاجِلَ سَهْمًا. أخرجه أبو داود (¬1). [ضعيف]
قوله: "عن مجمع بن جارية" (¬2) بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الميم الثانية وكسرها، وبالعين المهملة، وجارية بالجيم فمثناة تحتية وبالراء، كان جارية صاحب مسجد الضرار، وكان يلقب جمار النار، وهو من المنافقين، وكان ابنه مجمع صالحاً وكان مجمع قارئاً، وكان أحد الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قوله: "الحديبية" يأتي في الغزوات ذكرها وبيان تفصيلها.
قوله: "نوجف (¬3) الإبل" نسرع بها.
قوله: "وكانوا ألف وخمسمائة" وروي عن البراء ألفاً وأربعمائة، وجمع بينهما بأنهم كانوا ألفاً وأربعمائة وزيادة لم تبلغ المائة، فالأول خبر الكثير، والآخر ألغاه.
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (2736).
وأخرجه أحمد (3/ 420) وابن أبي شيبة في "المصنف" (14/ 437) والحاكم (2/ 131) والبيهقي في "السنن" الكبرى" (6/ 325) وفي "دلائل النبوة" (4/ 239) والدارقطني في "السنن" (4/ 105 - 106 رقم 18) والطبراني في "الكبير" (ج 19 رقم 1082).
قال ابن القطان في كتابه: "وعلة هذا الحديث الجهل بحال يعقوب بن مجمع ولا يعرف، روى عنه غير ابنه, وابنه مجمع ثقة, وعبد الرحمن بن يزيد أخرج له البخاري". اهـ. من التعليق "المغني" على الدارقطني (4/ 105).
والخلاصة: أن الحديث ضعيف، والله أعلم.
(¬2) انظر: "الاستيعاب" رقم (2372 - الأعلام".
(¬3) انظر "مفردات ألفاظ القرآن" (ص 857)، "النهاية في غريب الحديث" (2/ 827).

الصفحة 110