كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

فهو حديث مرسل وقد عارضه حديث (¬1) عائشة - رضي الله عنها -: "أنه - صلى الله عليه وسلم - خرج إلى بدر فلحقه رجل مشرك يذكر منه جرأة ونجدة, فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا، قال: ارجع فلن أستعين بمشرك"، أخرجه الترمذي (¬2) وقال (¬3): حسن غريب.
8 - وَعَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في نَفَرٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ بَعْدَ أَنِ افْتَتَحَ خَيْبَرَ فَقَسَمَ لَنَا وَلَمْ يَقْسِمْ لَأَحَدٍ لَمْ يَشْهَدِ الفتح غَيْرَنَا، إِلَّا أَصْحَابَ سَفِينَتِنَا جَعْفَراً - رضي الله عنه - وَأَصْحَابُهُ. أخرجه أبو داود (¬4) والترمذي (¬5). [صحيح]
قوله: "في حديث أبي موسى فقسم ولم يقسم لأحد" قال ابن المنير (¬6): ظاهره أنه - صلى الله عليه وسلم - قسم لهم من أصل الغنيمة لا من الخمس، ولو كان من الخمس لم يكن لهم به خصوصية، والحديث ناطق بها.
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد (6/ 149) ومسلم رقم (150/ 1817) والنسائي في "السنن الكبرى" رقم (8761 - العلمية" والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" رقم (2575) وابن حبان رقم (4726) بسند صحيح على شرط مسلم.
وهو حديث صحيح.
(¬2) في "السنن" رقم (1558).
وأخرجه أبو داود رقم (2732) وابن ماجه رقم (2832)، وانظر ما تقدم.
(¬3) في "السنن" (4/ 128).
(¬4) في "السنن" رقم (2725).
(¬5) في "السنن" رقم (1559).
• وأخرجه البخاري رقم (4233)، ومسلم رقم (2502 - مطولاً".
(¬6) ذكره الحافظ في "الفتح" (6/ 241 - 242).

الصفحة 118