كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

قوله: في الثالث [5 ب] من أحاديث أبي هريرة: أنه أخرجه الستة إلا أبا داود. قلت: وقال الترمذي (¬1) بعد إخراجه أنه حسن صحيح، وقد روي من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وفي الباب عن الشفاء، وعبد الله بن حبشي وأبي موسى، وأبي سعيد، وأم مالك البهرية، وأنس.
قلت: وليس في لفظه: القانت بآيات الله، ليس إلا الصائم القائم، وللحديث ألفاظ سردها ابن الأثير (¬2).
10 - وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قِيْلَ: يَا رَسُولَ الله! أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فِي سَبِيلِ الله"، قِيْلَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "رَجُلٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقي الله وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ". أخرجه الخمسة (¬3). [صحيح]
11 - وعنه - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ وَشَرِّ النَّاسِ، إِنَّ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ رَجُلاً عَمِلَ فِي سَبِيلِ الله عَلَى ظَهْرِ فَرَسِهِ أَوْ ظَهْرِ بَعِيرِهِ أَوْ عَلَى قَدَمِهِ حَتَّى يَأْتِيَهُ المَوْتُ وَإِنَّ مِنْ شَرِّ النَّاسِ رَجُلاً يَقْرَأُ كتَابَ الله لاَ يَرْعَوِي إِلَى شَيْءٍ مِنْهُ". أخرجه النسائي (¬4). [بسند ضعيف]
قوله: "لَا يَرْعَوِي" (¬5) أي لا ينكفُّ ولا ينزجر.
قوله: "في حديث أبي سعيد في شعب" بكسر الشين المعجمة الطريق في الجبل (¬6)، وبفتحها: القبيلة العظيمة قال العلماء: إنَّما وردت الأحاديث بذكر "الشعب"، والجبل؛ لأن
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (164).
(¬2) (9/ 480 - 482).
(¬3) أخرجه البخاري رقم (2786) ومسلم رقم (1888) والترمذي رقم (1660) وأبو داود رقم (2485) وابن ماجه رقم (3978) والنسائي رقم (3105).
(¬4) في "السنن" رقم (3106) بسند ضعيف.
(¬5) قاله ابن الأثير في "النهاية" (1/ 667). انظر: "غريب الحديث" للهروي (2/ 126).
(¬6) "الفائق" للزمخشري (2/ 251)، "غريب الحديث" للهروي (4/ 213).

الصفحة 13