كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

45 - وَعَنْ ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: كُنَّا نُصِيْبُ فِي مَغَازِيْنَا العَسَلِ وْالعِنَبَ فَنَأْكُلُهُ وَلَا نَرْفَعُهُ. أخرجه البخاري (¬1).
46 - وَعَنْ عَائِشَةُ - رضي الله عنها - قَالَتْ: أَتَى النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - بِظَبْيَةٍ فِيْهَا خَرَزٌ فَقَسَّمَهَا لِلْحُرَّةِ وْالأَمَةِ، قَالَتْ وَكَانَ يَقْسِمُ لِلْحُرِّ وَالعَبْدِ. أخرجه أبو داود (¬2). [صحيح]
47 - وَعَنْ المِسْوَرَ بْنَ مخْرَمَةَ - رضي الله عنهما -: أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَوفٍ - رضي الله عنه - أَخبَرَهُ: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بَعَثَ أَبا عُبَيْدَةَ إِلَى البَحْرَيْنِ يَأْتِي بِجِزْيَتِهَا، فَلمَّا قَدِمَ بِالمَالِ سَمِعَتِ الأنْصَارُ بِقُدُومهِ فَوَافَوْا صَلاَةَ الفَجْرِ مَعَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَلمَّا انْصَرَفَ تَعَرَّضُوا لَهُ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ: "أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ"، فَقَالُوا: أَجَلْ، فَقَالَ: "أبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ، فَوَالله مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنْ أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، كَما بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوا فِيْهَا فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ". أخرجه الشيخان (¬3) والترمذي (¬4).
48 - وَعَنْ ثَعْلَبَةُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَسَمَ مُرُوطًا بَيْنَ نِسَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ، فَبَقِىَ مِنْهَا مِرْطٌ جَيِّدٌ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ! أَعْطِ هَذَا ابْنةَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الَّتِي عِنْدَكَ. يُرِيدُونَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِنْتَ عَلِيٍّ، فَقَالَ: أُمُّ سَلِيطٍ أَحَقُّ بِهِ، فَإِنَّهَا مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَكَانَتْ تُزْفِرُ لَنَا القِرَبَ يَوْمَ أُحُدٍ. أخرجه البخاري (¬5).
"المِرْطُ" (¬6) كساء من خزّ أو صوف يؤتزر به، وقوله: "تزْفِرُ لَنَا القِرَبَ" (¬7). أي: تخيطها.
¬__________
(¬1) في "صحيحه" رقم (3154).
(¬2) في "السنن" رقم (2952) وهو حديث صحيح.
(¬3) أخرجه البخاري رقم (3158، 4015، 6425) ومسلم رقم (6/ 2961).
(¬4) في "السنن" رقم (2462).
(¬5) في "صحيحه" رقم (2881) وطرفه في (4074).
(¬6) انظر: "النهاية في غريب الحديث" (1/ 651)، "غريب الحديث" للهروي (1/ 227).
(¬7) قال ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 79) "تزفر" بفتح أوله وسكون الزاي وكسر الفاء، أي: تحمل وزناً ومعنى، قوله: قال أبو عبد الله "تزفر تخيط" كذا في رواية المستملي وحده، وتعقب بأن ذلك لا يعرف في =

الصفحة 166