كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

24 - وَعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: "كَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ إِلَى عُمَرَ - رضي الله عنهما - يَذْكُرُ لَهُ جُمُوعًا مِنَ الرُّومِ؛ وَمَا يَتَخَوَّفُ مِنْهُمْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ مَهْمَا يَنْزِلْ بِعَبْدٍ مُؤْمِنٍ مِنْ مُنْزَلِ شِدَّةٍ يَجْعَلِ الله تَعَالَى بَعْدَهُ فَرَجًا، وَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ، وَإِنَّ الله تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)} [آل عمران: 200] ". أخرجه مالك (¬1). [موقوف صحيح].

الفصل الثاني: في فضل الشهادة والشهداء
1 - عَنْ أَنَسَ - رضي الله عنه - قَالَ: قال رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ، ويَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ". أخرجه الخمسة (¬2) إلا أبا داود. [صحيح].
وفي رواية (¬3): إلّا الشّهِيدَ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشّهَادَةِ. [صحيح].
2 - وعن ابن أبي عميرة - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -:"لَأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ الله [8 ب] تَعَالَى أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُوْنُ لِي أَهْلُ المَدَرِ وَالوَبَرِ". أخرجه النسائي (¬4). [حسن].
قوله: "وعن ابن أبي عميرة" بفتح أوله وكسر ثانيه، قال في "التقريب" (¬5): صحابي عنه جبير بن نفير.
¬__________
(¬1) في "الموطأ" (2/ 446 رقم 6) موقوف صحيح.
(¬2) أخرجه البخاري في "صحيحه" رقم (2795) ومسلم رقم (1877) والترمذي رقم (1643) والنسائي رقم (3160).
(¬3) وهي عند الترمذي رقم (1643).
(¬4) في "السنن" رقم (3153) وهو حديث حسن.
(¬5) (2/ 518 رقم 55).

الصفحة 20