كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

قوله: معقود في نواصيها الخير الناصية شعر مقدم الرأس، وقد جاء تفسير الخير بأنه الأجر والمغنم.

الفصل الثاني: في آدابه
1 - عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كَانَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - إِذَا غَزَا قَالَ: "اللهمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي، بِكَ أَحُولُ وَبِكَ أَصُولُ وَبِكَ أقَاتِلُ". أخرجه أبو داود (¬1) والترمذي (¬2). [صحيح]
"الفصل الثاني في آدابه"
أي: الجهاد، والمراد بها ما حثهم رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عليه، كالدعاء الذي أفاده الحديث الأول في قوله: "عضدي" العضد: الناصر والمعين كما في "القاموس" (¬3) فعطف ونصيري كالتفسير له.
قوله: "أحول" بالحاء المهملة، قال الخطابي (¬4) معناه: أحتال حال في الحرب حوله طاق، كما فيه - أيضاً -: وبك أصول صال على قرنه صولاً، وصيالاً [16 ب] وصوولا، وصولانا، سطا، واستطال، كما فيه - أيضاً -:
قوله: "وبك أقاتل" أي: بنصرك وتأييدك، وأفاد بتقديم الجار والمجرور في الأفعال كلها حصر ذلك عليه تعالى، وفيه تفويض الأمر إليه تعالى.
2 - وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما -: أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ هُوَ وَجُيُوشهُ إِذَا عَلَوُا الثّنَايَا كَبَّرُوا، وَإِذَا هَبَطُوا سَبَّحُوا فَوُضِعَتِ الصَّلَاةُ عَلَى ذلِكَ (¬5).
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (2632).
(¬2) في "السنن" رقم (3584)، وهو حديث صحيح.
(¬3) "القاموس المحيط" (ص 382).
(¬4) في "معالم السنن" (3/ 96 - مع السنن". وانظر "النهاية في غريب الحديث" (1/ 453 - 454).
(¬5) في "السنن" رقم (2599) وهو حديث صحيح.

الصفحة 34