كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

قوله: "وكتب" أي قدّر "في الذكر" أي: في محل الذكر، أي اللوح المحفوظ (¬1)، كل شيء من الكائنات.
2 - وعن أبي رزين العقيلي - رضي الله عنه - قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله! أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْل أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قَالَ: "كَانَ فِي عَمَاءِ، وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ، وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ عَلَى المَاءُ".
قال أحمد، قال يزيد: "الْعَمَاء": أي ليس معه شيء. أخرجه الترمذي (¬2). [ضعيف].
قوله: "في حديث أبي رزين كان في عماء" قال البيهقي في "الأسماء والصفات" (¬3): وجدته في كتابي "في عماء" مقيداً بالمد. انتهى.
والعماء في اللغة (¬4) [313 ب] السحاب الرقيق، وقيل الكثيف، وقيل هو الضباب، والضباب الذي يغشى الأرض كالغبار والسخم، ولا بد في الحديث من حذف مضاف تقديره: كان عرش ربنا فحذف كقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ} (¬5) أي: أمر الله، ويدل على هذا المحذوف قوله: "وكان عرشه على الماء".
¬__________
(¬1) ذكره الحافظ في "فتح الباري" (6/ 290).
(¬2) في "السنن" رقم (3109).
وأخرجه أحمد (4/ 11، 12) وابن حبان رقم (39) وابن ماجه رقم (182) وابن أبي عاصم في "السنة" رقم (612) والطبراني في "الكبير" (ج 19 رقم 468) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (2/ 235 - 236 رقم 801) وأبو الشيخ في كتاب العظمة رقم (85) والطيالسي رقم (1093) وابن جرير في "جامع البيان" (12/ 331 - 332).
وهو حديث ضعيف، والله أعلم.
(¬3) (2/ 236).
(¬4) "القاموس المحيط" (ص 1696).
(¬5) سورة البقرة الآية (210).

الصفحة 671