5 - وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لِي رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَةِ الله مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ: إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ". أخرجه أبو داود (¬1). [صحيح].
قوله: "في حديث جابر أذن لي" إنما قدم - صلى الله عليه وسلم - هذه المقدمة قبل التحديث؛ لأنه قد ثبت عنه الأمر بأن يحدث عنه الناس بما يعرفون، فأخبر قبل التحديث بأن الله أذن له أن يحدث بالأمر المستغرب [وليلقوا] (¬2) أسماعهم لما يلقيه ويمليه.
قوله: "ما بين شحمة أذنيه" هو موضع خزق القرط، وهو مالان من أسفلها، كما في "النهاية" (¬3).
"إلى عاتقه" هو موضع الرداء من المنكب، أو بين المنكب والعاتق، كما في "القاموس" (¬4).
قوله: "مسيرة سبعمائة سنة" وأخرج الطبراني في "الأوسط" (¬5) من حديث أنس مرفوعاً: "أُذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام", وتمامه كما في "الجامع الصغير" (¬6): "يقول سبحانك حيث كنت"، يحتمل أنه بفتح الضمير خطاباً له تعالى: أي حيث كان علمك وقدرتك فيشمل كل ذرة من ذرات الكون، ويحتمل أنه بضمها أي: حيث كنت
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (4727) وهو حديث صحيح.
(¬2) في (ب) ليتلقوا.
(¬3) "النهاية في غريب الحديث" (1/ 847).
(¬4) "القاموس المحيط" (ص 1171).
(¬5) رقم (6503).
(¬6) رقم (853) وهو حديث صحيح، والله أعلم.