وفي رواية: لم يعزها صاحب "جامع الأصول" إلى أحد من الكتب الستة:
عن قتادة، وعبد الله قالا: بَيْنَمَا رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابُهُ، إِذْ مَرَّتْ سَحَائِبُ، فَقَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ هَذَا الْعَنَانُ، هَذِه رَوَايَا الأَرْضِ يَسُوقُهَا الله تَعَالَى إِلَى قَوْمٍ لاَ يَعْبُدُونَهُ"، ثُمَّ قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ السَّمَاءُ؟ مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ". وَفَوْقَ ذَلِكَ سَمَاءٌ أُخْرَى، حَتَّى عَدَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ يَقُولُ: أتَدْرُونَ مَا بَيْنَهُما؟ ثُمَّ يَقُولُ: خَمْسِمِائَةِ عَامٍ، ثُمَّ قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِكَ؟ فَوْقَ ذَلِكَ المَاءِ، وَفَوْقَ الماءِ الْعَرْشِ، وَالله فَوْقَ الْعَرْشِ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء مِنْ أَعْمَالِ بَني آَدَمَ، ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ الْأَرْضُ؟ قَالَ: تَحْتَهَا أُخْرَى بَيْنَهُما خَمْسُمِائَةِ عَامٍ، حَتَّى عَدَّ سَبْعَ أَرَضِيْنَ (¬1). وذكر الحديث.
قوله: "في حديث العباس هذه السحاب" سميت سحاباً؛ لأنه يسحب بسرعة، قيل: إنه كالمنخل يخرج منه المطر قطرة قطرة ولا تلتقي فيه قطرتان في الجو، إذ لو خرج منه إسبالاً غرق ما أتى كطوفان نوح.
قوله: "إمّا قال واحدة" هذا شك من الراوي، وقد اختلف الخبر الوارد في قدر مسافة ما بين السماء والأرض، ففي هذه الرواية الترديد بين إحدى إلى ثلاثة وسبعين.
وفي رواية للترمذي (¬2) "أن بينهما مائة عام" وللطبراني (¬3) "خمسمائة عام".
¬__________
= رقم (21) والحاكم (2/ 378، 500، 501) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/ 9، 10) والعقيلي في "الضعفاء" (2/ 284) وهو حديث ضعيف.
(¬1) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (23/ 80 - 81) وعبد الرزاق في تفسيره (2/ 299) كلاهما عن قتادة.
(¬2) في "السنن" رقم (3298) وهو حديث ضعيف. وأخرجه أحمد (2/ 270) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 254) وابن الجوزي في "العلل" (1/ 12) وأبو الشيخ في العظمة (2/ 560 - 564).
(¬3) في "الكبير" (9/ 228). =