كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

2 - وَعَن جَابِرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - فِي غَزَاةٍ فَقَالَ: إِنَّ بِالمَدِيْنَةِ رِجَالَاً مَا سِرْتُمْ مَسِيْراً، وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيَاً إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ حَبَسَهُمُ العُذْرُ". أخرجه مسلم (¬1)، وأخرجه البخاري (¬2)، وأبو داود (¬3) عن أنس. [صحيح]
قوله: "في حديث جابر بن عبد الله حبسهم العذر" ترجم البخاري (¬4) لهذا الحديث بقوله: "باب من حبسه العذر عن الغزو"، وقال ابن حجر (¬5): العذر الوصف الطاري على المكلف، المناسب للتسهيل عليه، والمراد بالعذر ما هو أعم من المرض، وعدم القدرة على السفر، ووقع في مسلم (¬6): "حبسهم المرض" وكأنه حمل على الأغلب.
قوله: "إلا كانوا معكم" ولابن حبان (¬7) وأبي عوانة (¬8) من حديث جابر: "إلّا شركوكم في الأجر" بدل قوله: "إلا كانوا معكم".
¬__________
(¬1) في "صحيحه" رقم (1911).
(¬2) في "صحيحه" رقم (2838) وطرفاه (2839، 4423).
(¬3) في "صحيحه" رقم (2508).
(¬4) في "صحيحه" (6/ 46 الباب رقم 35 - مع "الفتح").
(¬5) في "الفتح" (6/ 47).
(¬6) في "صحيحه" رقم (159/ 1911).
(¬7) في "صحيحه" رقم (4714) عن جابر قال: كنا في غزاة, فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لقد شهدكم أقوام بالمدينة حبسهم المرض".
(¬8) في "مسنده" (4/ 492 رقم 7453) عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد خلفتم بالمدينة رجالاً ما قطعتم وادياً ولا سلكتم طريقاً إلا شركوكم في الأجر؛ حبسهم العذر".
وأخرجه مسلم في "صحيحه" عقب الحديث رقم (159/ 1911)، وأحمد في "المسند" (3/ 300) وأبو يعلى في "مسنده" رقم (2291) وابن ماجه رقم (2765) وعبد بن حميد رقم (1027) والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/ 24).
قال السندي: قوله: "لقد خلَّفتم" بالتشديد من التخليف، أي: تركتم خلفكم.

الصفحة 69