كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

أراد به أكله من الشجرة كما قال تعالى: {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115)} (¬1)، وفيه أن أخلاق الآباء يرثها الأبناء، ولذا قال قوم مريم: {مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28)} (¬2)، وقال أولاد [يعقوب] (¬3): {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} (¬4)، فأهل الخير لا يأتي منهم الشر، وأهل الشر لا يستنكر منهم إتيانه منهم.
قوله: "فمن يومئذ" أي: من يوم إذ جحد آدم "أمر الله بالكتاب" أي: كتب ما يحتاج إلى الكتب مما يجوز إنكاره والشهود عليه.
قوله: "وتقدم في سورة الأعراف" أي: من حديث أبي هريرة وتخريج الترمذي وتصحيحه له.
17 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قَالَتْ: قَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "خُلِقَتِ المَلَائِكَةُ مِنَ نُورٍ، وَخُلِقَ الجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آَدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ". أخرجه مسلم (¬5). [صحيح].
قوله: [324 ب] "في حديث عائشة من مارج من نار" قال ابن عباس (¬6): مارج من نار، من لهبها من وسطها، وعنه (¬7): خالص النار، وعن مجاهد (¬8) من مارج من نار قال: اللهب الأخضر والأصفر الذي يعلو النار.
¬__________
(¬1) سورة طه الآية (115).
(¬2) سورة مريم الآية (28).
(¬3) في (أ) يوسف.
(¬4) سورة يوسف الآية (77).
(¬5) في "صحيحه" رقم (2996). وأخرجه أحمد (6/ 153، 168) وأبو الشيخ في "العظمة" (2/ 726).
(¬6) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (22/ 195).
(¬7) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (22/ 195) وابن أبي حاتم في تفسيره (7/ 467).
(¬8) أخرجه ابن جرير في "جامع البيان" (22/ 196).

الصفحة 695