قوله: "والملائكة" جمع ملك بفتح اللام فقيل: مخفف عن مالك، وقيل: من [الألوكة] (¬1) وهي الرسالة (¬2).
قال جمهور أهل الكلام من المسلمين: الملائكة أجسام لطيفة، أعطيت قدرة على التشكل بأشكال مختلفة، ومسكنها السموات وأبعد من قال أنها الكواكب أو أنها الأنفس الخيرية التي فارقت أجسامها، وغير ذلك من الأقوال التي لا يوجد [241/ أ] في الأدلة السمعية شيء منها.
وقد جاء في كثرة الملائكة وصفاتهم أحاديث منها حديث "أطت السماء" وفيه: "ما فيها موضع أربع أصابع إلا وعليها ملك ساجد .. " الحديث، تقدم من أخرجه.
ولفظ السماء للجنس يشمل السبع السموات، ويدل له ما أخرجه الطبراني (¬3) من حديث جابر مرفوعاً: "ما في السموات السبع موضع قدم ولا شبر ولا كف إلا وفيه ملك قائم أو راكع أو ساجد"، ومنهم الملائكة الذين ينزلون في السحاب، والملائكة الذين يدخلون البيت المعمور، ففي حديث أخرجه [الطبري] (¬4) عن قتادة (¬5) عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
¬__________
(¬1) كذا في المخطوط (أ. ب) والذي في "النهاية" الألوك.
(¬2) "النهاية في غريب الحديث" (2/ 679).
(¬3) في "الأوسط" رقم (3568).
وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 358) وفيه عروة بن مروان، قال الدارقطني: ليس بقوي في الحديث، وبقية رجاله رجال الصحيح.
(¬4) في (أ) الطبراني.
(¬5) أخرجه الطبري في "جامع البيان" (21/ 565) والبيهقي في "الشعب" رقم (3994) وعبد الرزاق في تفسيره (2/ 246) عن قتادة {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4)} ذكر لنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوماً لأصحابه: "هل =