كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

وقيل: معنى عجب ربك، أي: رضي وأثاب فسماه عجباً (¬1) مجازاً وليس بعجب في الحقيقة والأول الوجه انتهى.
4 - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّما الإِمَامَ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ بِهِ". أخرجه الخمسة (¬2) إلا الترمذي. [صحيح]
قوله: "في حديثه الآخر إنّ الإمام جُنَّة" في النهاية (¬3): لأنه يقي المأموم الزَّللَ والسّهوة، وفي "الجامع" (¬4): الجنة ما يستجن به أي: يتقى به الحوادث ويكون كالمجن لمن وراءه وهو الترس.
قوله: "أخرجه أبو داود" قال في "الجامع" (¬5): وقد أخرج البخاري ومسلم والنسائي هذا المعنى في جملة حديث يرد في كتاب الخلافة (¬6) والإمارة من حرف الخاء.
5 - وَعَنْ أَنَسْ - رضي الله عنه -: أَنَّ فَتًى مِنْ أَسْلَمَ قَالَ: يَا رَسُولَ الله! إِنِّي أُرِيدُ الغَزْوَ وَلَيْسَ مَعِي مَا أَتَجَهَّزُ بِهِ, قَالَ: "ائْتِ فُلاَنًا فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ تَجَهَّزَ فَمَرِضَ". فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ وَيَقُولُ: أَعْطِنِي الَّذِي تَجَهَّزْتَ بِهِ, فَقَالَ لَأَهْلِهِ: يَا فُلاَنَةُ! أَعْطِيهِ الَّذِي تَجَهَّزْتُ بِهِ،
¬__________
(¬1) بل العجب صفة من صفات الله عز وجل الفعلية الخبرية الثابتة له بالكتاب والسنة، تقدم توضيحه مفصلاً.
(¬2) أخرجه البخاري رقم (2957) ومسلم رقم (1841) وأبو داود رقم (2757) والنسائي رقم (4196).
(¬3) (1/ 301 - 302).
(¬4) (2/ 623).
(¬5) (2/ 623 - 624).
(¬6) سيأتي وقد تقدم.

الصفحة 71