كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

قوله: "الذين يعدلون ... " إلى آخره، يريد أن هذا الفضل إنما هو لمن عدل فيما تقلد من خلافة أو إمارة أو قضاء أو حسبة، أو نظر على يتيم أو صدقة أو وقف فيما يلزمه من حقوق أهله ونحو ذلك.
4 - وَعَنِ الحَسَنِ الْبَصْريّ عَنْ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَستَرْعِيهِ الله رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلاَّ حَرَّمَ الله عَلَيْهِ الجَنَّةَ". أخرجه الشيخان (¬1). [صحيح].
وفي أخرى لمسلم (¬2) عن الحَسَنِ الْبَصْريّ: أَنَّ عَائِذَ بْنَ عَمْرٍو - رضي الله عنه -، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، دَخَلَ عَلَى عُبَيْدِ الله بْنِ زِيَادٍ فَقَالَ: أَيْ بُنَيَّ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:
¬__________
= الشمال في حديث آخر في غير هذه القصة إلا أنه ضعيف بمرة, تفرد بأحدهما جعفر بن الزبير، وبالآخر: يزيد الرقاشي، وهما متروكان، وكيف ذلك؟!
وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمى كلتي يديه يميناً. اهـ.
- وأما حديث أبي الدرداء المرفوع: "خلق الله آدم حين خلقه, فضرب كتفه اليمين فأخرج ذرية بيضاء، كأنهم الذر، وضرب كتفه اليسرى فأخرج ذرية سوداء كأنهم الحمم، فقال للتي في يمينه إلى الجنة ولا أبالي، وقال للتي في يساره: إلى النار ولا أبالي. أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في الستة رقم (1059) والبزار في "مسنده" رقم (2144 - كشف) وقال: إسناده حسن.
فاعلم أن الضمير هنا يعود على آدم - عليه السلام -.
(¬1) أخرجه البخاري رقم (7151) ومسلم رقم (228/ 142) وأخرجه أحمد (5/ 25).
وهو حديث صحيح، والله أعلم.
(¬2) في "صحيحه" رقم (23/ 1830).
وأخرجه أحمد في "المسند" (5/ 64) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1093) وأبو عوانة (4/ 424 - 425) وابن حبان رقم (4511) والطبراني في "الكبير" (ج 18 رقم 26) والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/ 161) من طرق. وهو حديث صحيح، والله أعلم.

الصفحة 723