كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 3)

قلت: صدره فيه (¬1): عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر من العجم قال: "اسمعوا: هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء ... ". الحديث.
قال الترمذي (¬2): هذا حديث صحيح (¬3) غريب لا نعرفه من حديث مسعر، إلا من هذا الوجه - إلى أن قال - وفي الباب عن حذيفة وابن عمر. [349 ب].
4 - وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَال كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، وَعَمْرِو بْنِ الأَسْوَدِ, وَالمِقْدَامِ - رضي الله عنه - قَالَ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِذَا ابْتَغَى الأَمِيرَ الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ". أخرجه أبو داود (¬4). [صحيح لغيره].
"وَالرِّيبَةُ": التهمة، والمراد أن الإمام إذا اتَّهم رعيتَّه، وخامرهم بسوء الظن فيهم، أداهم ذلك إلى ارتكاب ما ظن فيهم ففسدوا (¬5).

الباب الثاني: في ذكر الخلفاء الراشدين وبيعتهم - رضي الله عنهم -
1 - عَن ابْنَ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: أَنَّ عَلِيَّاً - رضي الله عنه - خَرَجَ مِنْ عِنْدِ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فِي وَجَعِهِ الَّذِى تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ النَّاسُ: يَا أَبَا الحَسَن! كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَقَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ الله بَارِئًا، فَأَخَذَ بِيَدهِ الْعَبَّاسُ - رضي الله عنه - فَقَالَ: أَنْتَ وَالله بَعْدَ ثَلاَثٍ عَبْدُ الْعَصَا، وَإِنِّي وَالله لأُرَى رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سَيتَوَفَّى مِنْ وَجَعِهِ هَذَا، إِنِّي لأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ عِنْدَ المَوْتِ، فَاذْهَبْ بِنَا إِلَيْهِ
¬__________
(¬1) لم أقف عليه في "سنن الترمذي" هكذا.
(¬2) (2/ 513).
(¬3) بل قال الترمذي في "السنن" (2/ 513) بإثر الحديث رقم (614): هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى.
(¬4) في "السنن" رقم (4889) وهو حديث صحيح لغيره.
(¬5) قاله ابن الأثير في "غريب الجامع" (4/ 83).

الصفحة 742