كتاب التدريب في الفقه الشافعي (اسم الجزء: 3)
* نبْعُ الماءِ الطهورِ مِن بيْنِ أصابِعِهِ، وهو أشرف المِياه (¬1).
* وشَرِبَ أبو طَيْبَةَ الحَجَّامُ (¬2) دَمَهُ (¬3). . . . .
¬__________
(¬1) رواه البخاري في "صحيحه" (200) ومسلم في "صحيحه" (4/ 2279) عن أنسٍ أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دعا بإناءٍ من ماءٍ، فأتي بقدحٍ رحراحٍ، فيه شيءٌ من ماءٍ، فوضع أصابعه فيه قال أنسٌ: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه. قال أنسٌ: فحزرت من توضأ، ما بين السبعين إلى الثمانين.
(¬2) في (ل): "وشرب ابن الزبير".
(¬3) أبو طيبة هذا: بفتح الطاء، كما ضبطه النووي (1/ 264) واسمه: نافع، وقيل غير ذلك، وقد ثبت الحديث في حجامته للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقد روى البخاري برقم (2102) ومسلم (62/ 1577) عن أنس بن مالكٍ -رضي اللَّه عنه-، قال: حجم أبو طيبة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأمر له بصاعٍ من تمرٍ، وأمر أهله أن يخففوا من خراجه.
وأما شربه لدم الحجامة فلا يثبت، وقد ضعفه الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (ج 1/ ص 30).
وقد ذكره يحيى بن أبي بكر بن محمد بن يحيى العامري الحرضي في "بهجة المحافل وبغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل" (2/ 195) فقال: وروى ابن حبان في "الضعفاء" (3/ 59) أن غلامًا حجم النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فلما فرغ من حجامته شرب منه فقال ويحك ما صنعت بالدم قال: عممته في بطني قال: "اذهب فقد أحرزت نفسك من النار" قال: وهذا الغلام هو أبو طيبة واسمه نافع بن دينار.
ولكن جاء في بعض الأحاديث أن جماعة من الصحابة -رضي اللَّه عنهم- حجموا النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وشربوا دم الحجامة، وكلها ضعيفة، لا يصح منها شيء، وهذه أحاديثهم:
1 - عن عبد اللَّه بن الزبير -رضي اللَّه عنه- أنه أتى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو يحتجم، فلما فرغ قال: يا عبد اللَّه اذهب بهذا الدم فأهرقه حتى لا يراه أحد. فلما برز عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عمد إلى الدم فشربه. =
الصفحة 11
511