كتاب التدريب في الفقه الشافعي (اسم الجزء: 3)

* ويقولُ المصلِّي فِي تشهدِهِ: "السلامُ عَليك أيُّهَا النَّبيُّ [ورحمةُ اللَّه وبركاتُهُ" (¬1)] (¬2).
* وعَن أبِي سَعيدٍ الخُدْري -رضي اللَّه عنه- أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قالَ لعَلِيٍّ -رضي اللَّه عنه-: "يَا عَلِيُّ لا يَحِلُّ لِأحَدٍ يُجْنِبُ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ" رواهُ التِّرْمذيُّ مِن حديثِ عَطيةَ -وقد ضعِّفَ- ومع ذلك قالَ: حَسَنٌ غريبٌ (¬3).
والمُرادُ بقوله: "يُجنبُ"؛ أي: يمكثُ (¬4).
* ولم يَثبتْ أن صَلاةَ الضحى واجبةٌ عليه خِلافًا لِما جَزَمُوا به.
ففِي "صحيح مسلم" (¬5) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ. قُلْتُ لِعَائِشَةَ -رضي اللَّه عنها-:
¬__________
(¬1) رواه البخاري (797) في باب التشهد في الآخرة. . من حديث ابن مسعود.
(¬2) ما بين المعقوفين سقط من (ل، ز).
(¬3) حديث ضعيف: رواه الترمذي (3727) من طريق عطية العوفي وهو ضعيف، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لعلي: "يا علي لا يحل لأحدٍ يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك" قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقد سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث واستغربه. انتهى.
والحديث ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/ 368) وقال: هذا حديث لا صحة له، وإنما هو مبني على سد الأبواب غير بابه، وفيه آفات: أما عطية فاجتمعوا على تضعيفه. وقال ابن حبان: كان يجالس الكلبي فيقول: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيروي ذلك عنه ويكنيه أبا سعيد، فيظن أنه أراد الخدري لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب.
(¬4) في "جامع الترمذي" (5/ 639) قال: قال علي بن المنذر: قلت لضرار بن صردٍ: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحل لأحدٍ يستطرقه جنبًا غيري وغيرك.
(¬5) "صحيح مسلم" (75/ 717).

الصفحة 16